تهدف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إلى توجيه أبناء وبنات المسلمين لتعلم القرآن العظيم وحفظه، وتهيئة الجو المناسب لهم، واختيار المدرسين الأكفاء، ورصد جوائز لتحقيق الهدف النبيل، وإحياء دور المسجد مدرسة المسلمين الأولى، اقتداء بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - رغبة في تحصيل الخيرية الموعود بها في قوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

كما تهدف هذه الجمعيات إلى إعداد مجموعات من الحفظة المؤهلين لإمامة المساجد وتعليم القرآن الكريم، وأيضاً لفتح باب من أبواب الخير للموسرين لبذل المال في سبيل الله للإعانة على تعليم القرآن الكريم ولتحصن شباب وشابات الأمة الإسلامية بالقرآن العظيم من فتن آخر الزمان.

وفي مدينة الدلم بمحافظة الخرج وبجهود الشيخ سعود بن زيد المانع رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم تحقق الكثير من هذه الأهداف بعد أن سخر هذا الشيخ نفسه ووقته ونشاطه وماله لهذه الجمعية ولمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات.

هذا الرجل شبل للشيخ زيد بن سعود المانع إمام (جامع الأمير سلمان بن محمد) بالدلم حالياً وخطيبه سابقاً والذي عود أبناءه على الاهتمام بالمشاريع الخيرية منذ نعومة أظفارهم فأفلحوا، ومن ضمنهم الشيخ سعود، فقد توجه من صغره لكتاب الله، تخرج من المعهد العلمي ثم أكمل الجامعة ثم عين خطيباً (لجامع الأمير سلمان بن محمد)، وتفرغ لمحبوبته جمعية تحفيظ القرآن الكريم ومحبوبه مكتب الدعوة والإرشاد لتوعية الجاليات، وكلف مندوباً رسمياً للإفتاء في الدلم ... فنعم العشق ونعم الشيخ ونعم المربي.

أبناء الأمير سلمان بن محمد

كما ندعو للأميرين سعود ومحمد أبناء الأمير سلمان بن محمد بالأجر والمثوبة عندما تبرعا بموقع يعد من أفضل المواقع الاستثمارية بالدلم غرب المستشفى الخيري على مساحة 7500م، قدماه استثماراً للآخرة مشاركة في تنفيذ مشروع خيري لشباب القرآن الكريم. تقبل الله من سموهما فقد عرفا بكثير من المشاركات الخيرية في الدلم وغيرها من المدن.

أقدم شكراً خاصاً للأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، فلسموه مواقف خيرية خاصة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، فقد مرت بأزمات مالية وظروف تستلزم مبادرة الأخيار أصحاب القلوب الرحيمة الذين سيروا المال في أبواب الخير، فلسموه مبادرات واستجابات لدعم الجمعية مادياً وبجوائز للحفظة وحضور حفلات التخرج والوقوف مع هذه الجمعية منذ نشأتها، ويسأل عن نشاطها ومراحل تطورها وإحصاء الطلاب والطالبات والحفظة، فلسموه مواقف وفاء وكرم وأعمال خيرية.

مشروع جمعية تحفيظ القرآن

احتفل مجتمع الدلم في شهر رمضان الماضي بنبأ البدء في مشروع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالدلم، وكان في مقدمة المحتفلين (أبو عبد القيوم)، فنبارك لشيخنا ونبارك للجميع، وندعو للشيخ ناصر بن عبد الله السيف وأشقائه بالقبول، فقد أحسنوا صنعاً في البر بأخيهم محمد بن عبد الله السيف -رحمه الله- عندما تبرعوا بمبلغ 11 مليوناً لبناء هذا المشروع لشقيقهم باسم (وقف محمد بن عبد الله السيف) -رحمه الله - فهنيئاً لهم في تكاتفهم ووفائهم، فكل مواطن ومقيم يعلم بهذا العمل يدعو لهم، والحمد لله الذي حقق الهدف على أيديهم.

قصة الشيخ والمشروع

للشيخ سعود المانع مشوار طويل مع مشروع مبنى الجمعية، فللشيخ لقاءات ومحاولات ومناورات وكر وفر متكررة في الرياض وفي الخرج استمرت سنوات، فطاف بالمخططات في مكوك لعل وعسى مع وجهاء مجتمع وأثرياء بالرياض، وكاد أن يتم المشروع على أيديهم ولكن الانتظارات الطويلة أقلقت الشيخ ولم يمل أو يضجر بل استمر محاولاً وجاداً بلا كلل حتى وفقه الله بالفرج.

فحقق الله أمنيته وسعد الجميع بفضل الله ومنته وبجهود الأشاوس الأبطال فقد تضافرت الجهود وتحققت النجاحات، فهذا عقد الألماس يتلألأ بريقه فخراً في بناء درة الأماكن مشروعاً خيرياً جديداً يضاف للمشاريع الخيرية العملاقة بالدلم مع (مجمع الشيخ راشد بن خنين) -شفاه الله- و(مجمع ابن باز للأميرة فاعلة الخير). أبنية وهمم رجال عالية وصروح تشيد بنوايا حسنة وفقت ونجحت -والحمد لله. فهنيئاً لمن ساهم وشارك في مثل هذه الأعمال.. إنه الفوز والاستثمار والشرف. وفق الله الجميع.

شكراً... لكم وبارك الله في جهودكم.

والشكر موصول للشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد العزيز الجلال والذي تتجدد مواقفه في خدمة الجمعية سنوات طويلة، فكلما تمر الجمعية بأزمة يدعمها مباشرة ودون تردد، فلشيخنا -شفاه الله- صفحات مجد بيضاء في مشروعات الجمعيات الخيرية، كما لغيرهم من المحسنين أعمال ومشاركات. أثاب الله الجميع وضاعف لهم الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة.

كما نقدم الشكر والثناء لرجل الأعمال الشيخ محمد بن حمد السعيس الذي تبرع بالدور العلوي من أسواقه ليكون موقع الجمعية ومكتب الدعوة سنوات طويلة من دون رسوم، فجزاه الله خيراً وأثابه. وتحية لجهود الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية التي خططت وصممت المقر وفق تصاميم حديثة استغرقت 4 أشهر حتى توصلت لإنجاز المخطط والمواصفات والجداول ثم أعلنت للمقاولين في منافسة مفتوحة، والتي ستقوم بالإشراف الإداري والفني على المشروع في جميع مراحله. والشكر موصول للمهندس عبد الله بن عبد الرحمن السيف المشرف العام والمنسق في المشروع.

(الفرصة الثانية)

مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية إشرافاً... له أنشطة في ندوات ومحاضرات ولقاءات وزيارات ودروس وتوزيع كتب ومطويات وأشرطة وغيرها من وسائل ورسائل الدعوة في أحياء وقرى وهجر الدلم حتى أسلم فيه حوالي 488 شخصاً.

الدعم المالي من فاعلي الخير أثمر في تنفيذ هذه الأنشطة على مدار العام وفي صرف رواتب العاملين وطباعة وسائل الدعوة ومصروفات لصيانة السيارات والوقود وخلافه.

هذا المكتب النشط فرصة الآن لأهل الخير والإحسان لبناء مقر له كي يقدم نشاطه في بيئة تهيأ بصالات ومكتبات ومكاتب ومستودعات وضيافة كبقية مكاتب الدعوة في مدن المملكة، حيث إن أغلب مكاتب الدعوة الآن في مقرات جديدة صممت لتكون أصلاً مكاتب لهذا النشاط كي يؤدي رسالة سامية. والحمد لله الآن وفي السنوات الأخيرة مكاتب الدعوة تبتهج بأفواج تتضاعف في أعداد المسلمين الجدد.

فمكتب الدعوة نراه وكأنه يوجه الدعوة لأهل الخير كي يحتفل مع شقيقته الجمعية في مقر جديد .... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

أخيراً اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقبل منا يا رب.

فهد عبدالله الموسى - الدلم