المتدينون الوسطيون يمثلون غالبية في المجتمع السعودي, بينما المتشددون يمثلون أقلية وهي تتناقص تباعا هذا على صعيد الممارسة. أما على صعيد التنظير فلك أن تعكس النسبة فيصبح الأغلبية متشددون نظريا ولفظيا والقليل هم المعتدلون نظريا أو لفظيا!
ويظهر ذلك بشكل واضح في تفاعل هذه الشرائح مع المستجدات وبخاصة المتعلقة في المرأة. إذ يظهر تفاوت كبير في ردة الفعل التي يبديها المتشددون تنظيريا مع القضايا الأخرى التي لا تتعلق بالمرأة.
فقضية مثل تحديد دخول شهر رمضان عبر التقنية لا تجد معارضة على المستوى الشعبي ولا يلتفت لها كثيرون.
أما قضية دخول الرياضة في مدارس البنات مثلا فتجد أن الأغلبية المتشددة التنظيرية تحتسب وتعمل كل مهاراتها وخبراتها المتراكمة في اعتراض كل ماهو جديد لتقف سدا منيعا دون مجرد حركات رياضية ترفيهية تتم داخل مدارس بنات عالية الأسوار يغلقها حراس شداد بالأقفال.
أما على صعيد الممارسة فإن الأغلبية من الأغلبية المعارضة تنظيريا يدفعون من حر مالهم اشتراكات شهرية لزوجاتهم في أندية رياضية غير مرخصة ملحقة بالمستشفيات الخاصة مليئة بالمرايا والموسيقى الصاخبة والمسابح المكشوفة ويعمل عليها نسوة من كل لون وعرق؟؟!!
تهبط زوجته من سيارته إلى حيث غياهب النادي الباذخ ويذهب هو للاستراحة ليجتمع مع الشباب ويقرأ عليهم ماكتبه احتسابا ضد رياضة البنات في المدارس وأنها باب من أبواب الشيطان ويختم احتسابه بدعوة مجلجلة «اللهم من أراد ببناتنا السوء فأشغله بالمرض».
كل قضايانا الاحتسابية الانفعالية هي صورة طبق الأصل من هذه القضية ومايحيطها من تناقضات أكبر وتفاعلات أغرب.