1- النفس البشرية مزيج من الخير والشر.. والتقوى والفجور.. والله عزّ شأنه هو الذي ألهم النفس فجورها وتقواها.. أي بيّن لها سلوك الخير وسلوك الشر.
2- هناك من أول تعاليم دينه الذي يؤمن به على أنها دعوة للكراهية.. وأنها تقضي بأنّ على العبد أن يزرع الكراهية ويسقيها ويدعو لها.. لأنّ من كمال الدين الكراهية في الله.. ثم قام بإحاطة بواعث تلك الكراهية بسياج يمنع أن تمس أو تناقش أو توضع موضع المساءلة والاستكشاف.
3- باعث الكراهية هو العجز عما سواها من وسائل ردّة الفعل.. وهي وسيلة سلبية مجانبة للصواب.. فليس من الذكاء أو الكفاءة أن تقتصر قدرتك على أن توسع عدوّك شتماً فقط.. كما أنّ (شر السلاح الدمع) كما قال جدنا الشاعر.
4- من بواعث الكراهية بناء واقع جديد على أساس قديم.. يستند في تعامله مع الآخر على التاريخ لا على الواقع.. وعلى التذكُّر لا على الممارسة.. فأنت لا تكره شخصاً تحتقره أو تراه دونك أو أضعف منك حتى لو ادعى تفوق العِرق أو نسب التاريخ.. بل تكره من تراه أعظم منك وأعلى وأقوى حتى لو لم يدعِ تفوق العِرق أو نسب التاريخ.
5- الإنسان لا يبحث عن حلفاء ولا شركاء في الحب.. بل إننا نعتبرهم منافسين.. إلاّ أننا نبحث دائماً عن حلفاء وشركاء عندما نكره.. فالكراهية من أكثر الروابط الموحّدة لجموع الناس (لا حباً في عمرو وإنما كراهية لزيد).. حيث تستطيع توحيد العناصر المتنافرة وأن توجد رابطاً بينهم حتى ولو كانوا أعداء.. كما أنّ بوسع الكراهية أن تمنح الحياة الفارغة معنى وهدفاً.
6- العلماء يقولون إنّ كفّتي الخير والشر متساويتان في النفس البشرية الواحدة والحياة بأسرها.. وأنّ رجحان أحدهما على الآخر يمثل فقط زيادة ملء الفراغ الذي أحدثه انحسار الطرف الآخر.. أي أنّ الطرف الذي قلّ ظهوره هو في حالة انحسار.. أما حجمه وسعة وجوده في نفس الإنسان هي واحدة لا تقل ولا تزيد.. وأنّ أحدهما لا يختزل الآخر وأنّ صلتهما ببعضهما حتمية لا فكاك منها.. وهناك من يرى أنّ الخير هو الأصل والأساس في النفس البشرية، وأنّ الشر ليس سوى حدث طارئ في مسار الخير.
7- يقول داعية المساواة الأمريكي الدكتور مارتن لوثر كنج: (الكراهية تشل الحياة والحب يطلقها.. الكراهية تربك الحياة والحب ينسقها.. بالكراهية تظلم الحياة والحب ينيرها).
8- يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ليس العاقل من عرف الخير من الشر.. وإنما من عرف خير الشرّين).
9- وقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أناس جلوس فقال لهم: (ألا أخبركم بخيركم من شركم.. فقالوا بلى يا رسول الله.. فقال: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره.. وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره).