الجزيرة - الرياض

انطلقت حملة التوعية بالتبرع بالأعضاء مع بداية شهر العطاء والخير، شهر رمضان المبارك، ولازالت مستمرة حتى الآن، والتي يرعاها بنك الرياض ممثلاً في إدارة خدمة المجتمع. ولتسليط الضوء على أهمية هذه الحملة، وأبعادها الإنسانية وأهدافها النبيلة،»الجزيرة» حاورت المشرف العام على إدارة خدمة المجتمع في البنك، محمد بن عبدالعزيز الربيعة فإلى نص الحوار:

لماذا تعاون بنك الرياض مع البرنامج الوطني لتنشيط التبرع بالأعضاء للقيام بهذه الحملة المكثفة؟

- يأتي هذا التعاون مع البرنامج الوطني لتنشيط التبرع بالأعضاء، ضمن إطار برامج خدمة المجتمع العديدة والمتنوعة، التي ينظمها وينفذها بنك الرياض، وذلك من منطلق الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية التي تقع على كاهله، ويسلط الضوء والاهتمام على أهمية التبرع بالأعضاء، نظراً لحاجة المجتمع الماسة لمثل هذا النوع من التبرع، لاسيما في ظل تنامي عدد المرضى المدرجين على قوائم الانتظار وتزايد أعداد حالات الوفاة الدماغية، التي تذهب أعضاء أصحابها سدى دون الاستفادة منها في إنقاذ حياة الآخرين. كما يجب أن لا ننسى بأن التبرع بالأعضاء يندرج تحت نطاق الصدقة الجارية لصاحبها، حيث قد استمدت الحملة شعارها من قوله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، وبناء على ذلك فقد أجمع الفقهاء على جواز التبرع بالأعضاء من المتبرع الحي، واعتبروه من الإيثار الذي أوصى به ديننا الإسلامي الحنيف، شريطة توافر ضوابط تحفظ للمتبرع صحته، كما أن المتبرع من المتوفى دماغياً جائز ولكن وفق ضوابط، حسب فتوى مجمع الفقه الإسلامي وهيئة كبار العلماء.

ما أشكال الدعم والمساندة التي يقدمها البنك للحملة؟

- تعددت أشكال الدعم والمساندة التي يقدمها بنك الرياض للحملة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، منذ انطلاقة الحملة، استخدمنا الصحف المحلية في بث الوعي من خلال نشر عدد كبير من الإعلانات التوعوية، إضافة إلى استخدام الملصقات والمطويات والمنشورات التثقيفية والتوعوية، التي زودت بها جميع فروعنا في جميع أنحاء المملكة، كما قد قام البنك قبل فترة قصيرة بابتعاث مجموعة من الأطباء، لحضور دورة تدريبية متخصصة في زراعة الأعضاء من خلال التنسيق مع جمعية الشرق الأوسط لمنسقي وهب وزرع الأعضاء والأنسجة في مدينة بيروت في لبنان. ولن يتوانى البنك في تقديم كل ما بوسعه لخدمة الأهداف النبيلة التي قامت عليها هذه الحملة، خاصة وأنها تنطلق من مبدأ التعاون على البر والتقوى، والذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف.

ما أهداف هذه الحملة، وكيف تطمحون إلى تحقيقها؟

- هدف هذه الحملة هو توعية كافة أفراد المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء عند الاستطاعة على ذلك، خاصة وأن حالات الوفاة الدماغية، التي يمكن بإذن الله تعالى أن تسهم الحالة الواحدة في تغيير حياة ثمانية أو أكثر من ذلك من المرضى المدرجين على قوائم الانتظار. فالتبرع بالأعضاء سواء كان من متبرع توفاه الله أم من متبرع لا يزال حياً يرزق، يمكنه أن يغير حياة شخص أو أكثر إلى الأفضل والأحسن، ويحوله من شخصٍ عاجزٍ، يعتمد على استخدام الأجهزة الطبية وعلى مساعدة الآخرين بشكل يومي إلى عضو مستقل نافع وفعال في المجتمع، يعتمد على إدارة وتدبير أموره بنفسه. ومن هذا المنطلق فقد حرص بنك الرياض على المشاركة في هذه الحملة ورعايتها بكل السبل الممكنة، لضمان نجاحها وتحقيقها لأهدافها النبيلة.

بصفتكم المشرف العام على إدارة خدمة المجتمع في بنك الرياض، كيف ترون الإقبال على مثل هذه الحملات التي يقوم بها البنك، وتفاعل المجتمع معها؟

- لله الحمد والشكر والمنة قد لمسنا تعاونا وتفهما كبيرا من جميع أفراد المجتمع بمختلف شرائحه، حيث إننا في بنك الرياض قد قمنا بتنفيذ حملات مشابهة لهذه الحملة، ووجدنا تفاعل كبير من قبل جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك موظفي وموظفات البنك أنفسهم، ففي أقرب حملة قام بها البنك، وهي حملة للتبرع بالدم، وجدنا إقبالاً كبيراً من قبل الموظفين في المساعدة على التبرع بالدم بأنفسهم، وأيضاً وجدنا بنفس القدر إقبالا كبيرا من قبل عملاء البنك، مما شجعنا على رعاية حملة التبرع بالأعضاء والتي نتفاءل خيراً بها بأن تحقق نتائجها وأهدافها المرجوة والمنشودة، المتمثلة في رفع وعي المجتمع بأوجه ومجالات التبرع الأخرى، التي يمكن للمسلم التبرع من خلالها سعياً وراء نيل الأجر والثواب من رب العزة والجلال، وبغية في التخفيف من معاناة الآخرين، وبالله التوفيق.