تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة عن المطارات في المملكة والنقل الجوي أقول: في هذه القارة التي نعيش فيها المملكة العربية السعودية يعتبر النقل الجوي من الخيارات الرئيسة للتنقل بين مدنها المترامية الأطراف، ويكفي أن تعلم أن مطار الملك عبد العزيز الدولي ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي تتركز الخدمة فيهما على نقل الحجاج والمعتمرين في مطار الملك خالد الدولي للعاصمة ومطار الملك فهد الدولي لخدمة المنطقة الشرقية وغالبها لديها الإمكانيات والتجهيزات الضرورية للخدمة الأرضية، وكذلك المطارات الإقليمية الستة مطار تبوك وحائل والقصيم والطائف وأبها وجيزان وما يزيد على ستة عشر مطاراً محلياً في طريف والقريات وعرعر والجوف ورفحاء وحفر الباطن والقيصومة والوجه وينبع والأحساء والباحة وبيشة ووادي الدواسر ونجران وشرورة والدوادمي مع تحويل بعض المطارات الإقليمية إلى دولية في المواسم، ونحن نعاني من قلة الرحلات الداخلية ومشاكل في توفر الحجز بين بعض المدن فما هو الحل؟.
الشركات الثلاث العاملة لدينا غير قادرة على توفير التنقل المستمر والرخيص بين أطراف المملكة العربية السعودية أو ما يسمى بالنقل الداخلي، بل إن إحداها قد انسحبت من السوق.
فلماذا لا نجرب إنشاء شركات صغيرة (محلية) قد تتكون من طائرة أو طائرتين ويكون مركزها في تلك المطارات الإقليمية والمحلية، مع تقديم مميزات لها مثل استخدام تلك المطارات المعطلة التي تستقبل رحلة أو رحلتين في اليوم بدون رسوم وقوف وانتظار، وتؤخذ منها الرسوم بالساعة مقابل استخدام المطارات الدولية، كذلك تقديم تخفيض على أسعار الوقود في تلك المطارات المحلية والإقليمية، وكذلك على الخدمات الأرضية من النقل والتفريغ والسماح بإنشاء ورش الصيانة في أطراف المطار، ولا يشترط أن تكون الطائرات مكتملة الرفاهية بل تكون متوفراً بها شروط السلامة كالتي في بعض الدول التي بها العشرات بل في بعضها المئات من الشركات الخاصة للنقل الداخلي وسعة تلك الطائرات من الركاب حتى السبعين راكباً وأسعارها في التنقل لا تذكر بل بعض المطارات مدرجاتها ترابية غير مضاءة، ولكن تقدم خدمة هدفها راحة المواطن وفتح المجال للمشاريع الصغيرة في القرى وتوفير فرص وظيفية وتحريك المجتمع الاقتصادي في تلك القرى.
هذا الاقتراح يستلزم القيام بتحديد مسار تلك الطائرات، بحيث لا تحدث أي إرباك للمسارات الدولية (كالطيران على مستوى منخفض) وتجنب المنشآت الحساسة والتجمعات السكانية الكبيرة مع المرونة في الإجراءات الرسمية في شراء الطائرات الصغيرة والحصول على رخصة قيادة لطائرة ولنتستفيد من تجربة الآخرين في كندا وأستراليا وأمريكا.
عبد الله بن علي الصبي