لم يكن الغالي يوسف بن محمد العقيل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مجرد أخ أو صديق بل كان أكثر من ذلك، ولم يكن فقدي له هينا تزيله دمعة أو غصة حزن.. وحين أردت أن أسجل بعض ما في النفس شعرا لم تجد القريحة بأكثر من هذه الأبيات القليلة المتواضعة في حق من يعجز الشعر والنثر عن وصفه..
العمر عارية والآجال باقدار
واسرارها بايدين من يعلم الغيب
والرابح اللي فك نفسه من النار
بالبر والتقوى وبعدٍ عن العيب
كم حي زولٍ مات ما خلف آثار
ينسى قبل ما يكمل أسبوع ويغيب
وكم ميّتٍ يدفن وتحييه الأذكار
كثير خوف الله قليل العذاريب
والطيب جنة وأطيب الناس الانهار
وأنا فقدت بفقد يوسف نهر طيب
اللي عليه الدمع لو هل مدرار
ما قال ما بالنفس لو غرق الجيب
عبرات ضيقي عقبه كبار وكثار
وغيري كثير اللي بفقده مصاويب
عشرة عمر ماهيب صدفة ومشوار
ما مر يوم من بعضنا مغاضيب
يوسف قليل قصور وأفعاله كبار
قلبه كبير وفعل اياديه أعاجيب
صادق غلا صادق وعد صادق ايثار
ويلقى به الضميان عذب المشاريب
للطرقي العابر وللضيف والجار
وجه بشوش وطيب قلب وتراحيب
كريم عاشق طيب وكفوفه أمطار
ما هوب بس لقربته والاصاحيب
لو بار غيره طيب الذكر ما بار
دايم وفا ما فيه شك ولا ريب
عنده لكل الناس حشمة ومقدار
وبه لين ومروة ورحمة وتهذيب
ومن ضامه الوقت وعليه الزمن جار
اغناه يوسف عن جميع المعازيب
يمشي بما يفعل على نهج الاخيار
أبوه وأجداده رجال المواجيب
لعل قبره روض وعطور وأنوار
آمين ويعله من الوسم تشعيب
ويبعث بيوم الحشر مع خير الأبرار
اللي لهم عن واهج النار تجنيب
الجمعة 29/10/1431