لماذا يأكل الرئيس الأمريكي الهمبرقر والبطاطس المقلي ويشرب المشروبات الغازية أمام عدسات المصورين الصحفيين والتلفزيونيين، مرة مع عائلته، ومرة مع مساعديه، ومرة مع ضيوفه رؤساء الدول؟! ألا يعرف هو أو زوجته أو بناته أو موظفو مكتبه، أن الأخصائيين الغذائيين يؤكدون بأن هذه الأطعمة والمشروبات مضرة، بل هي الضرر الغذائي الأخطر على الإنسان؟! أكيد أنهم يعرفون ذلك جيداً، يعرفونه تمام المعرفة! إذاً، لماذا يصر الرئيس على الظهور الإعلامي، وهو يلتهم هذه السندويتشات غير الصحية ويشرب هذه المشروبات الخطرة؟!
هل السبب هو أنه يعشق هذا النوع من الطعام، ولذلك فهو يريدنا أن نعرف حجم هذا العشق؟! هل الهدف هو أن يوصل لكل الأخصائيين الغذائيين رسالةً مفادها بأن رأيهم بخطورة هذه الأطعمة غير علمي وغير دقيق؟! هل يسعى إلى رسم نمط غذائي موحد، يتبعه كل الباحثين عن طعام؟! هل يريد أن تكون هذه الصور بمثابة إعلان للشركات الأمريكية العاملة في هذا المجال، لكي يقبل كل مواطني العالم على استهلاك منتجاتها الغذائية، من الهمبرقر إلى البطاطس إلى المشروبات الغازية، ولكي ينتعش الاقتصاد الأمريكي؟!
أياً كان السبب، فإن هذه الوجبات سريعة التحضير، ومهما التهمها أوباما ومهما التهمها معه الرؤساء والزعماء ونجوم الرياضة والفن والمجتمع، هي المدخل الأوسع لأمراض الدم والشرايين والجهاز الهضمي والجهاز المناعي، وهي في نفس الوقت، المدخل الأكثر اتساعاً لثراء شركات الأغذية وثراء النمط الأمريكي!
في النهاية، فإن هذا المقال ليس سياسياً، بل اجتماعي صرف، وهو موجه لأولياء أمور أطفالنا وفتياننا وفتياتنا الذين انقلبت معادلة الغذاء عندهم لتصبح معتمدة اعتماداً كلياً على الوجبات السريعة المدمرة لصحتهم ولمستقبلهم ولرهان الوطن عليهم.