تغيب عن الكثير -مع الأسف- من (بعض) القائمين على المنابر الإعلامية الشعبية المقروءة، والمسموعة، والمرئية حقيقتان مهمتان جداً الأولى: أن الساحة الشعبية لم تعد تلك النمطية البسيطة التقليدية التي تقف عند (صح لسانك.. ومن يقول) أو (والله إنك شاعر يافلان) دون أن يستند القائل إلى دليل من صميم علم (النقد الأدبي) في توثيقه وبالتالي فإن (مهزلة الفزعات والمجاملات انتهت لأن الضوء يكشف الظلام). وشعراء اليوم الشعبيون بينهم الدكتور في كل المجالات العلمية والمهندس والمحامي والطبيب ورجل الأعمال العصامي والأكاديمي المتخصص، وبالتالي فإن وعي كل هؤلاء وقارئ ومتابع - اليوم- المثقف الواعي الدقيق يكشف غالباً كل صغيرة وكبيرة في الشعر الشعبي ويدرك مواطن قوة الشاعر وضعفه في نصه المنشور أو المذاع أو المرئي عبر الشاشات.
والحقيقة الثانية هي أن (الخصال الحميدة) Good traits لا يستطيع أحد بآلية مفتعلة لغايات في الساحة الشعبية أن يطلقها على أحد أو أن ينتزعها من أحد سواء بالتصريح أو التلميح إلاَّ (باستدلال) الناقد المتخصص أو ثوابت الواقع أما أن يقال عن الآخرين صفات هم منها براء أو العكس بلا عذر أو مبرر فالأمر هنا لا يقبل الصمت إلا إن كان عن جهل مطبق بالمتناقضات أمام الضمير والواقع والموضوعية، فهل تطلق شجاعة Bravery ورجولة virility وكرم Generosity بشكل مجاني كمقدمات لقصائد أو لقاءات مسموعة ومقروءة ومرئية، بينما تنتزع من صاحبها الحقيقي في المواقف الإعلامية المماثلة لمجرد تعصب fanticism أو غيره jealousy أو مراوغة hypocrisy
وقفة:
للشاعر الكبير عبدالله بن سبيل (رحمه الله):
لا تأخذ الدنيا خراصٍ وهقوات
يقطعك من نقل الصميل البرادي
لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات
ولا واديٍ سيله يسنّد الوادي