|
مجلة العربي.. وصيف الرحيل
في صيف هذا العام رحلت كوكبة عربية من المبدعين والمفكرين الذين قدموا خلاصات ثقافاتهم للساحة الفكرية والأدبية. وقد أفردت مجلة العربي عبر عددها الجديد العديد من الصفحات للحديث عن المبدعين الراحلين، وكان من بينهم الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - الذي قالت عنه: لم تكن حياة غازي القصيبي سهلة ولا مريحة على الرغم من المناصب الكبرى التي تقلدها أستاذاً جامعياً ومستشاراً قانونياً ووزيراً لأكثر من وزارة وسفيراً لأكثر من سفارة؛ فهو منذ صغره وشبابه دخل في مكابدات وصدامات فكرية دفع ثمنها نزفاً شعرياً وإبداعاً روائياً.
وتضمن العدد مجموعة من الأقوال لعدد من الأدباء والفلاسفة والمفكرين؛ حيث قال د. نبيل علي، أكاديمي مصري متخصص في المعلوماتية: «تبلغ إساءة استخدام المعرفة منتهاها عندما تمارس القوة بطشها ضد المعرفة ذاتها بالاعتداء المباشر على تراثها؛ فما أكثر ما أُحرقت المكتبات وأُغرقت الكتب».
وقال باولو كويليو الكاتب البرازيلي: لكي تؤمن بأن طريقك هو الطريق الصحيح لا حاجة إلى أن تثبت أن الطريق الذي اختاره غيرك ليس صحيحا.
واشتمل العدد على استطلاع عن جزر الفلبين موطن أكبر عائلة في العالم، وقال كاتب الاستطلاع إبراهيم فرغلي: لو قيض لي أن أكشف عن حلم من أحلامي السرية لاخترت ذاك الذي أتخيل فيه نفسي طائراً أسطورياً يمتلك القدرة على التحليق فوق بلاد الله، ولو حدثت المعجزة لاخترت أن أبدأ بتلك الجزر حيث تكون أرض الفلبين متقلباً من شاهق لأدنو وأدنو مقتربا من تلك الطبيعة الباهرة.
وتضمن العدد حواراً بين الكاتب سليمان الشطي والفنانة حياة الفهد عبر باب (وجهاً لوجه).
وكتب د. جابر عصفور عن شعرية محمد عفيفي، وقال: في عامه الخامس والعشرين سنة 1965 كتب قصيدته التي يقول فيها:
أنا طفل طري العود
سرت سنين فوق الجسر عريانا
تفوح خطاي نارنجا وليمونا
وعشت بقريتي
خمسا وعشرينا
أسامر كوكبا في الغيم مسجونا
هو شاعر مختلف.. لا تبهره أضواء المدن الكبرى ولا النظريات الكبرى التي كانت سائدة.
وأشارت إلى ديوان الشاعر شوقي بغدادي الجديد، ونشرت مقاطع من قصائده، ومنها هذه القصيدة:
في غابتي
وأنا أفتش عن غزالي
هبت روائحه
ومن كل الجهات أتت
وحين عجزت أنجدني خيالي
أبصرته يرعى
وحين لمسته فر الحرير
مجلة الكويت.. وبيت تولستوي
تضمن العدد الجديد من مجلة الكويت استطلاعاً عن شرق عمان ومقالاً للدكتور محمد الرميحي عن القراءة عبر الإنترنت قال فيه: إن القراءة على الإنترنت تحتاج إلى عوامل مساعدة مثل وجود الاتصال المباشر على الشبكة الناقلة.. والقول إن المواد المطبوعة كالصحافة والكتب سوف تختفي بقدوم الإنترنت هو قول ميال إلى المبالغة والتضخيم.
وكتب د. عبدالله بدران عن الحوار الإعلامي وقال: هو كشف للحقائق أم تلميع للشخصيات؟! ونشرت قصيدة للشاعر عصام ترشحاني يقول فيها:
نتأرجح بين فراق
وعناق
لا توصيف لذروته
نتأرجح
بين اللذة والحزن
ونبتكر الحب
بما يلج من الأنوار علينا
وبأدهى جمر
وتحت عنوان (سطوة الموضة الثقافية) كتب د. سليمان الشطي يقول: عندما قلت لمحدثي: أقبل الحداثة وأتحمس لها ولكني أتردد حيال ما بعد الحداثة، ردّ علي بجزم: ما دمت لست ما بعد حداثي فأنت خارج العصر.
انتهى النقاش بيننا، وافترقنا على محبة، موقف عهدته من بعض المتحمسين لكل موضة قادمة، ينظرون إليك بخيبة أمل بل باستهجان، في نظرته لي تصنيف مسبق، ما دمت اخترت الحداثة التي أصبحت قديمة بالنسبة لما بعد الحداثة فأنا خارج العصر.
وكتبت سعدية مفرح عن فيروز وشرفتها القمرية.. وزارت مجلة الكويت بيت الأديب العالمي (تولستوي) في (ياسنايا بوليانا) الذي تحول إلى متحف يزوره كل من يريد أن يتعرف على تولستوي وعلى حياته الحافلة بالعطاء، وكل من يريد أن يعيش لحظات قُدّت من الماضي.
واشتمل العدد على مقال للدكتور عبدالعزيز المقالح بعنوان (متى تتحقق عالمية الأدب العربي)، وموضوع عن الآثار واستطلاع عن الإسكندرية عروس البحر المتوسط، وتحقيق عن الفضائيات العربية وأثرها في نشر الثقافة.
الدوحة.. وملف عن الجابري
خصصت مجلة الدوحة ملفاً عن المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري، وقالت: لا شك أن غيابه يترك فراغاً مهماً في النشاط الفكري العربي؛ فالرجل استمر طوال أربعة عقود يثري الحياة الفكرية بأطروحات نقدية متجددة.
ونشرت (الدوحة) مقتطفات من مذكرات المفكر الدكتور جلال أمين، وقالت: المذكرات كُتبت بأسلوب سهل وبسيط وراق وبحس أدبي حقيقي من أستاذ اقتصاد بعيد كل البُعد حين يكتب عن الأسلوب الذي يكتب به أساتذة الاقتصاد. إنها أوراق تحمل حياة طازجة تستحق القراءة والتأمل.
وأشارت إلى الأعمال الفنية والأدبية التي بقيت بعد رحيل نجيب محفوظ وأسامة أنور عكاشة.
ونشرت (الدوحة) قصائد مترجمة للشاعر وليام بتلرييتس، كما نشرت مقالا للكاتب محمود سعيد عن رحلته إلى أمريكا (بلاد العجائب)، قال فيه: لم أتوقع أن يتعاطف سكان قرية أمريكية نائية مع ضحايانا الأبرياء في العراق وغزة.
وكتب د. مصطفى رجب عن قصة تزوير الاعتداء على ديوان أحمد شوقي.
وخصصت المجلة صفحات عدة للحديث عن الإصدارات الحديثة من الكتب العربية والأجنبية، كما نشرت العديد من الحكايات عبر باب (صفحات مطوية)، منها: العقاد وملابس النوم.. والإضاءة عند المصريين القدماء.
وكتب أ. محمد القاضي عن (غرنيكا) رائعة بيكاسو الخالدة، وقال: إنها عبقرية بيكاسو في رسم الدمار والتراجيديا أثناء الحرب.