عندما يُفقد الاحترامْ...يموتُ الحُب!!
أؤمن دائماً
أن لا شيء يكسر ظهورنا
يُجرِّعنا كؤوس الذُل..
يجعلنا نقفُ أمامهم
بهامة مجروحة
وكرامة مذبوحة
مثل الحُب..
الحُب لمن لا يعرفه
كالزمنْ تماماً
أحياناً.. يطيرُ بكَ إلى قلبِ السماء
فتشعر بأنك كالمُلوك
الدُنيا بينَ يديك
جميلةٌ.. هادئةٌ.. مُتسالمة..
مُتصالحة.. حبيبةٌ
- على الرُغم من كُل شيء -
إليك..
وأحايين كثيرة
يُذيقكَ طعم الهوانَ
فتدخل في حكاية طويلة
لا آخر لها ولا أوَّل..
فتشعر أنكَ كالغريق المُعلَّق بطوقِ النجاة
يُصارع هُدوء الموجِ حيناً
وهيجانه حيناً آخر..
اسألوا قهر النساء
اسألوا انكسار قلوب الرجالْ
احضروا ورقةً.. وقلم
استنجدوا بذاكرتكم قليلاً
لن تفشلوا
سطِّروا
شخبطوا
اكتبوا
عدد الذينَ ركبوا معكم قطار العُمر
احصوا عدد المحطات التي توقف فيها هذا القطار
كم واحد منهم.. سقط
كم واحد منهم بدأ معك من منتصفِ الطريق!!
بالأمس فعلتُ ذلك
أحضرتُ ورقةً بيضاء
وقلمَ رصاص
غلَّقتُ الأبوابَ على نفسي
جئتُ بدفتري
استرجعتُ شريطَ حياتي
عطرتُ جدرانَ أوراقي برائحة الماضي
الذي غالباً.. لا يعود
أصابني الرُعب من كمِّ الأسماء
التي
قاسمتني أشياء كثيرة لا تُنسى
تذكرتُ الأماكن
صُحبة المدرسة.. الجامعة
الحَي.. المعهد.. السفر.. تذكرتُ أيام البَردْ
مِعطفَ لمياءْ.. قُفَّازاتْ وداد.. فطائر هُدى
أسماءَ كثيرة كانت في يوم ما
تعني لي شيئاً كبيراً
شيئاً.. كثيراً
بدأتُ
أشطب.. وأشطبُ.. وأشطبْ
أكتبُ.. وأمسح.. ثم أشطُب
انطفأ نُور صفحتي
ذهبَ بياضها
نقاؤها
ولم يتبقَّ لي إلا اسمٌ.. اثنان.. أو رُبَّما ثلاث
حزنتُ كثيراً
تمنيتُ لو أننا لم نكبُر
لم نلتقِ
لم نفترق..
ولمْ أجنِّ من ذلكَ إلا الألمْ
كُنت أظنُّ
وأنا أستعرضُ عضلات ذاكرتي العتيقة
فوق الورق
أني لن أخسر أحداً منهم مهما كبرت
وأن زحمة الأيام
كثرة الأسماء
الأصوات
لن تنسجُ خيُوطها حول
هذا الشيء الذي يُسمُّونه.. صداقة
فخذلني إحساسي
أذهلني ظِّلي المُنطفئ
وحيداً.. فوق التُراب
وأنا التي أنهكتُ أيامي في دروبهم
بلا حساب..
فكرتُ أن أطرق البابَ مرة
(أعرفه قلبي الطيب.. المجنون)
يغفر بمُنتهى الحَنان
فقفزَ أمامي منطقُ العقل
والواقع
الذي يرنُّ في أذني
سامِح في كُل شيء
اغفر لهم أي شيء
إلا استعدادَهم للتنازل عنك
الخلاف.. أو الاختلاف معك
الإساءة.. ولو لأطراف قلبك
فإلى هُنا
تفقدْ احترامهم لك
احترامك لذاتك
وعندما يفقدُ المرء الاحترام
ينتَهي الحُب
تموت الصداقة
يموتُ كُل شيء..
فأغلقتُ دفتري
سترتُ مشاعري
ألقيتُ بقلمي
وسجنتهم في رزنامةِ التاريخ القديمة
وبدأتُ أعيشُ حياتي
وكأنهم ماااا كااانوا
!!
إليه حيثمااا كاااان
أحبُّك
بطريقتي الخاصة
المُختلفة عن أساليبهم تماماً
فأنا فتاة وُلدتُ بالحُب.. أعيشُ.. ولن أموت
إلا به!!
د. يسرية آل جميل - للتواصل: http://www.dr-aljamil.com