لا أحد يعرف الأسباب والمبررات من تعطيل المعلمين والمعلمات عن الابتعاث في زمن الانفتاح على الجامعات الغربية ولا شك أنهم يشكلون الأغلبية الكبرى في القوى العاملة بالمملكة حيث يبلغون حوالي نصف مليون موظف ويتم حرمانهم وعزلهم من الابتعاث والدراسة في أمريكا وأوربا للتطوير الذاتي والمهني وإعادة تأهيلهم بما يتناسب والتطورات المهنية والتعليمية الحديثة.
وزارة التعليم العالي فتحت باباً عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ودخلت المرحلة السادسة من التفويج الجماعي.
وأيضاً برنامج خادم الحرمين الشريفين للمنح الجامعية الداخلية في الجامعات الأهلية مازال مستمراً في استقبال الطلاب وعددهم بآلاف.
وفي وزارة التربية والتعليم مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم أحد أركانه الأربعة إعادة تأهيل وتدريب المعلمين إضافة إلى المحاور: المناهج، والبيئة المدرسية، والطالب والأنشطة اللاصفية. ولكون المشروع ارتبط بعدد (6) سنوات و(9) مليارات ريال و(4) برامج من ضمنها تدريب وتأهيل المعلم إذن لماذا لا يفعّل هذا المحور ويُبتعث المعلمون والمعلمات إلى الجامعات الأمريكية والأوربية والكندية والاسترالية لاستكمال الدراسات العليا من أجل الحصول على درجة الماجستير والدكتورة أو الدبلومات في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والعلوم الإنسانية من أجل تأهيل المعلم والمعلمة للتدريس والإشراف والإدارة المدرسية. فالجامعات الجديدة جامعات المناطق، وجامعات المحافظات اجتذبت العديد من المؤهلين من حملة الماجستير والدكتوراه وهذا من شأنه أدى إلى خلل في الإشراف والإدارة المدرسية إضافة إلى أن المعلم يعيش عزلة تأهيلية وتطويريه قياساً بالمهن الأخرى في وظائف التدريس الجامعي أو الوزارات الأخرى وكذلك في قطاعات الخدمات والمهن التي تجاوزت وزارة التربية والتعليم بالتأهيل والتدريب والدورات الخارجية.
ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام رصد له مبالغ كبيرة وصلت إلى (9) مليارات للطالب والمناهج والمعلم والبيئة وهي الآن مجمدة ولا تتم الاستفادة منها فلماذا لا توجه تلك البنود والأموال إلى تطوير المعلم عبر بعثات دراسية في الجامعات الغربية والتأهيل العالي ببرامج الماجستير والدكتوراه أو دبلومات تخصصية.
فالتعطيل المهني للمعلم وعدم تأهيله بالدورات والابتعاث ينعكس سلباً وسريعاً على العملية التعليمية حتى لو تم تحسين البيئة المدرسية بالمباني وأدخلت الوزارة التعديلات على المناهج وعمل المزيد من الأنشطة اللاصفية فهذه غير كافية لإصلاح التعليم ويبقى المعلم منقوصاً ومسقط حقه في التطوير والتأهيل.