عندما طالبت قبل أسبوعين بإيجاد جهة علمية تملك آلية للتحرك السريع في الحالات التي تستدعي البحث والتقصي في الظواهر البيئية غير النمطية في مدننا وقرانا، لم تعجب هذه المطالبة بعض المسؤولين، على أساس أن هناك دوماً تحركاً سريعاً للتعاطي مع كل الظواهر غير الطبيعية (الله وأكبر يا متحركين)، كما لم تعجب بعضاً آخر، على خلفية أنه ليس لدينا أية ظواهر بيئية غير طبيعية، حتى مع وجود تسمم بعض الآبار الريفية أو تلوث بعض الحقول القروية.
بالأمس، سمعنا عن مهاجمة ضفادع، وبأعداد كبيرة، عدداً من أحياء القريات، سواءً في الشوارع أو داخل البيوت. وفي محاولة من الأهالي تقصي الأسباب، توجهوا للمسؤولين في الصرف الصحي الذين أكدوا بدورهم خلو المناهل من الضفادع، وقالوا ربما أن هذه الأعداد الكبيرة نزحت من المزارع، باتجاه البعوض والذباب وطفح مياه الصرف المنتشر في الأحياء.
إن مثل هذه الظاهرة تتطلب تحركاً حاسماً وسريعاً من الجهة التي طالبت بإيجادها. وليس الهدف من التحرك القضاء على الضفادع، فهذه عملية سهلة يستطيع «الوغدان» القيام بها، بل لدراسة أسباب تواجدها بهذه الأعداد في الشوارع وأفنية المنازل ودورات المياه. وبعد الدراسة، تأتي التوصيات التي سيستفيد منها أهالي القريات وجيزان وسيهات وينبع، وسيعرفون إذا اكتسحتهم الضفادع، أن ثمة مدينة مرَّت بنفس التجربة، وأنها اتخذت سلسلة من الإجراءات، وأنه بالإمكان اتباع نفس هذه الإجراءات، بدل البدء من الصفر.
هل مطالبتي هذه صعبة؟!