جاء إعلان مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة عن تسليم أحد المطلوبين الأمنيين نفسه والعودة إلى أرض الوطن، ليؤكد حقيقة أنَّ الخروج على إجماع الأمة والارتماء في أحضان أعداء الوطن لا بد له من نهاية، وأنَّ صُبْحَ الحقيقة لا بد له أن ينبلج، وليؤكد أيضاً سوء الأوضاع التي أصبح يعيشها من غُرر بهم من أبناء الوطن وما وصلوا إليه من حال يُرثى لها.
لقد جاءت عودة المطلوب جابر الفيفي وندمه على ما بدر منه بعد أن اكتشف فداحة ما أقدم عليه، مبدياً رغبته في العودة إلى الوطن وتسليم نفسه للجهات الأمنية بعد رحلة طويلة من المعاناة والضلال.
ولأنَّ العودة إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل، فإنَّ إعلان هؤلاء المطلوبين واحداً تلو الآخر عن تسليم أنفسهم ونبذ الأفكار الضالة ليفتحوا المجال لآخرين من أمثالهم الذين ما زالوا مترددين في اتخاذ مثل هذه الخطوات التصحيحية، والمسارعة إلى التخلي عن الأفكار المنحرفة التي عَلِقتْ بأذهانهم ردحاً من الزمن إلى أن اكتشفوا فداحة خطئهم ولم يعد أمامهم إلا طريق العودة والرجوع إلى الحق والمسارعة بذلك ما دامت أبواب التوبة مفتوحة أمامهم، واستثمار هذه الفرص الممنوحة لهم قبل فواتها.
إننا كمجتمع مسلم متسامح ومتصالح مع نفسه ومع من حوله نثق كل الثقة في أن أية وقفة صادقة لهؤلاء الضالين مع أنفسهم ستعيدهم إلى جادة الصواب بعد أن رأوا بأعينهم فداحة جرمهم في حق وطنهم وأسرهم وأهليهم وعرفوا نهاية الطريق المظلم الذي سلكوه.
تسليم المطلوب الفيفي لنفسه أيضاً يمثل حقيقة احترام هذا البلد لأبنائه، وحرصه على استعادتهم إلى حضنه. والجهود التي يبذلها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة تحت توجيهات القيادة تمثل الإرادة التي يبذلها ولاة الأمر في بلادنا للاهتمام بالإنسان والعمل على دعمه، ليكون مساهماً في بناء الوطن، لا مدمراً لإنجازاته.
JAZPING: 9999