بعد أن خدمنا أسلوب التأهل لنهائيات كأس العالم للشباب عن القارة الآسيوية والمتضمن تأهل أربعة منتخبات مباشرة لكولومبيا أظهرنا فرحاًكبيراً طارت به الصحافة الرياضية والقنوات الفضائية على الرغم أننا سبق وأن لعبنا في النهائيات مرات عدة دون أن نترك بصمة عالمية فقد كان الخروج من الدور الأول سيد الموقف حتى في البطولة التي استضفناها في الرياض..!
التأهل ليس مشكلة لبلد يحتل مرتبة عليا في وجود المواهب لكن المشكلة الحقيقية في كيفية استثمار مثل تلك النجاحات الاقليمية لصناعة أبطال دوليين يقارعون أقرانهم في المونديال القادم ويثبتون أنهم الأجدر فخسارة المنتخب أمام أستراليا هي جرس إنذار مبكر لمنتخبات تنتظر التهام الأخضر في المونديال الصغير..!!
القروني قدم عملاً رائعاً يشكر عليه وكذلك اللاعبون فقد تم إعادة الثقة بالمنتخبات السنية من خلال ذلك النجاح الذي اعتبره نسبيا بعد ان ضاعت فرصة اللعب على النهائي، ولهذا تبقى منهجية العمل القادم هي المحك الرئيسي لصناعة النجوم الشباب وتقديمهم كأبطال عالميين حقيقيين بالتزامن مع تفريغ كامل وشامل للمدرب القروني وإبعاده عن هاجس الوظيفة الحكومية الذي يقلق رأسه على اعتبار انه نجم من المنتظر ان يبدأ السطوع في كولومبيا ليدخل كخيار قوي في قادم الأيام للكثير من المهمات على صعيد المنتخبات أو الأندية الممتازة وينسى حكاية (الفزعة) للأبد..!!
في الطريق إلى كولومبيا يجب أن يعيش لاعبو المنتخب الشاب المونديال قبل خوضه ويحتكوا بمنتخبات كبيرة ويعايشوا الضغوط واللعب القوي السريع، ومن هنا نضع أيدينا على أساس صناعة النجم وتطوير موهبته وهو مكسب كبير للكرة السعودية.قبل ذا وذاك هؤلاء لاعبون شباب مراهقون يحتاجون إلى متابعة ودروس في علم النفس الرياضي ودراية في معرفة ضوابط الاحتراف الكروي وممارساته على الواقع حتى لا يتساقطون واحدا تلو الآخر بعد أن طار بهم الإعلام السعودي وجعل من تأهلهم إنجازا فريدا وهم في الأصل خرجوا من بطولة وأسعفهم نظام يتيح لأربعة منتخبات في التأهل وهذا ليس تقليلا من الإنجاز لكن عليهم ان يدركوا واقعهم حتى لا نخسرهم..!
الخوف طريق الفوز..!
مقدار التفاؤل الذي يبعثه رئيس نادي الهلال ومدرب الفريق ايريك جريتس مخيف جدا رغم ان ذلك هو رسالة لطمأنة اللاعبين وتخفيف الضغوط عليهم فالهلال الذي سيقاتل مدة تسعين دقيقة حتى لا يلج مرماه أي هدف إيراني سيكون من الطبيعي ألا يغامر بالتفاؤل المفرط الذي وصل لحالة التخدير الإعلامي والاستهانة بفريق ذوب اصفهان الإيراني وكأن الهلال وصل للنهائي وينتظر مرافقه..!!
الهلال يدخل أخطر مباراة تكتيكية في تاريخه فتسجيل هدف للفريق سيكون له حسابات وأدوات وعند تسجيل الخصم لهدف لابد ان يكون لجريتس سيناريو وتغييرات وهذا ما سارت الأمور للتعادل، فالحسابات يجب ان تتحرك لكن بحذر، فالهلال يلعب خاسرا ثلاث نقاط، وعليه هدف ويتطلب منه تسجيل هدفين والحفاظ على شباكه طوال اللقاء وهي معادلة ليست بعيدة عن بني هلال لكنها تتطلب أعصاباً فولاذية وخطة لعب وتكتيكا منضبطا لأبعد مدى!
لاعبو الهلال مطالبون بترك كل العواطف والأعصاب والتركيز القوي طوال دقائق اللقاء فحماقات وليهامسون والفريدي لن يكون لها مكان وإن حضرت ستعبث بمئات ملايين تم صرفها وجهد عام كامل بذلته الإدارة واللاعبون وهو ما يطبق على جميع عناصر اللعب.. الجمهور الهلالي كان نموذجياً وهو يشجع حتى والغرافة تسجل الأهداف واحدا تلو الآخر، ولذلك مطلوب منها ان تشجع اللاعبين وتلهب حماسهم وترفع هممهم حتى لو أخطأوا.!
لا إفراط في التفاؤل، بل واقعية وحذر وثقة بالأداء.
الرائد مديون بـ23 مليونا..!!
سجل نادي الرائد نفسه ضمن قائمة الأندية المتأزمة مالياً بعد أن أعلن أمين الصندوق الأستاذ صالح التويجري في الجمعية العمومية لتنصيب أعضاء جدد بأن رئيس النادي دفع مبلغ 23 مليون ريال مسجلة كسلفة على النادي، حيث كشفت الجمعية والخبر الرسمي الذي أصدره المركز الإعلامي للنادي تلك المديونية المستحقة لرئيس النادي والتي سيستردها من إيرادات النادي حالياً أو مستقبلا مما يجعل النادي يدخل جماعة الأزمات المالية مثل الهلال والنصر والاتفاق وغيرها..!
ما الذي قدمه رئيس النادي إذاً؟؟
عندما يأتي لاعب مثل طلال المشعل بحوالي المليون ريال ثم يهرب من ثاني مباراة له، وبعده يدفع الرائد ثمن الهروب مالياً فمن سيكون الكاسب؟؟ لقد كسب الرئيس الشهرة والأضواء بالمجان، وقدم قرضاً حسنا يشكر عليه لكن ليس من حقه ان يتعامل مع تلك القروض بمثل الفوضوية في الصرف لأن الرائد في الأخير هو من سيسدد، ومن هنا يجب على رجالات الرائد التحرك لضبط الصرف لأن النادي هو من سيسدد وليس الرئيس..!! يستحق الرئيس التصفيق الذي ناله خلال الجمعية بسبب قرضه الحسن وإن كنت أنتظر تصفيقا حاداً إذا ما جعل من تلك الديون التي علقها برقبة الرائد معدومة للأبد خاصة وان الرائد خدمه كما خدم المئات من قبله..!
تصويبات
= المنطق يقول: إن بقاء جريتس أو رحيله بعد الآسيوية لا يفرق كثيراً إطلاقا، فالهلال يحتاج إلى اللقب القاري كثيراً ولا يمكن مقارنة ذلك الاحتياج بلقب الدوري الذي شبع منه الهلال كثيراً ولم يعد سوى تكرار لمشاهد تاريخية مميزة..
= من يقدم القروض يجب أن يستشير المقترض حتى لا يخدعه.. تلك أولى خطوات بناء الثقة..!
- أصبح وضع ملعب الملك فهد الدولي بالرياض مأساوياً فهو يعد الآن واحدا من أسوأ الأرضيات في السعودية كما ان انعدام خدماته التقنية للمستهدفين جعلته في مؤخرة الركب التقني ويحتاج فعلا لوقفة صارمة إذا ما عرفنا ان الملايين تصرف على ترقيع سلبياته لكن دون طائل..!!
- كان من المنطقي أن يعطي الزميل بتال القوس فرصة الرد لمن جاء ذكرهم في سياق اللقاء مع فهد الغشيان.. هكذا هي المهنية التي نعرفها عن (بتال) الذي خدش ضوءه بتلك الاستضافة المؤلمة لمن شاهدها..!
= النصر بدون ماسا.. هل سيكون مختلفاً..؟
قبل الطبع
الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.