وجه يسبح في زحام الخلق مستوراً، يلتمس من الرب تبارك وتعالى.. فلاحاً في الدنيا.. وحسن ثواب الآخرة!
ما عمرك؟
.. عمري.. هو اللحظة التي أعيشها، وهي تاريخ ميلادي، والعبرة الأولى والأخيرة عندي في مسألة تقدير العمر.. هي ما بقي لي من عمر.. لا بما فات منه، فذاك بات أمانة في ذمة التاريخ!
ماذا يعني لك القمر حين يمسي بدراً؟
كنت في غابر الزمان وسالف المكان أنظر إلى القمر، بدراً كان أم هلالاً، نظرة العاشق لمن يحب، ثم (رحلت) تلك (العذرية) من خاطري بعد أن فقد القمر (عذريته).. لحظة وطأته أقدام الإنسان! إنه الآن، في خاطري، ليس سوى كتلة من صخر ومن تراب.. ومن بقايا (حوافر) إنسان!
كيف تتعايش مع الفراغ؟
الفراغ نعمة حيناً ونقمة حيناً آخر.
هو نعمة حين يكون (واحة) يستعيد فيها المرء أنفاسه من تعب الحياة، وهو نقمة.. متى طال أمده.. وثقل حمله، وتضاءلت قيمته، هنا.. يغدو (العمل) نعمةً تُنسي صاحبها عبء الفراغ!
ماذا تعني لك الدموع؟
.. الدموع في رموش المرأة سحر، وفي عيني الرجل وقار، وفي مقلتيْ الطفل براءة! وتبّتْ عينٌ يهجرها الدمع، لأنه لغة سامية تتمرد على كل لغات الكون بلاغةً ومعنىً!!
هل تعشق الخيل؟
ليت لي (فروسية) الأمير خالد الفيصل و(شاعريته) وجزء يسير من وجدانه الجميل، إذن لعشقتُ الخيل.. وقلت عنها ما لم يقله امرؤ القيسُ عنها في زمانه ومكانه!
ماذا يعني لك الكتاب؟
هو صديق من لا صديق له ولا أنيس! لا يملّك وإن مللته، ولا ينساك وإن أعرضت عنه إهمالاً أو نسياناً أو غدراً!
هل تحب الضجيج؟!
أحبه أحياناً بل وأتمناه (هرباً) من (إملاءات) النفس الأمارة بالسوء!!
ماذا بقي من قيمة للصحف في ظل (طغيان) وسائل الاتصال الأخرى؟
الصحيفة وعاء قيّم لغداء يومي لا بد منه، وإن انتهت صلاحية بعض مواده بعد حين، لكنه يغنيك أحياناً عن سيطرة (التقنية الإعلامية) وسطوتها، ويربطك بالمعلومة مباشرة بلا (وسيط) ولا عناء!
كيف تنظر إلى السياسة؟
هي حيناً.. فن الممكن كما وصفت ذات يوم.
وهي حيناً آخر فن قد يفلح في (تطويع) المستحيل، وهي بعد هذا أو ذاك فراسة وكياسة، وخبرةً.. وحسن تقدير، في التعامل مع المواقف، عسيرها ويسيرها!