شريحة كبيرة من المواطنين يتطلعون هذه الأيام إلى أهمية تطوير آليات النقل الجوي المحلي والبحث بجدية عن حلول ناجعة للنقل عبر خطوط الطيران بين المدن في بلادنا، حيث تتمثل هذه المطالب على وجه التحديد في إفساح المجال لخدمة شركات الطيران الخليجي لنقل الركاب بين مختلف مناطقنا ومدننا، لأن هذه الخطوة إن تمت ستنهي الأزمة التي يعاني منها الكثير، لا سيما في التنقل الضروري للعمل، أو العلاج، أو لحاجة التواصل بين الأسر.
ففك احتكار «الخطوط السعودية» منذ عامين أو أكثر لخدمة النقل بين المدن كانت خطوة جيدة، وأسلوبا مناسبا، قد تكون الشركات الخليجية للطيران هي المؤهلة للإسهام والمشاركة الفعالة في النقل المحلي.. ذلك من أجل المساعدة في تخفيف الضغط عليها باعتبارها الناقل الرئيسي، كما ستسهم هذه الخطوة المأمولة في توفير خيارات متعددة للمسافرين في التنقل بين المدن بيسر وسهولة.
فالجانب الاقتصادي وارد في هذا الجانب، إذ إنه سَيُفَعِّل حركة المطارات الداخلية وتغطيتها بالرحلات الجوية اللازمة وفق آليات عمل وجداول معدة بعناية، لكي تتعاضد مع جهد الناقل الوطني «الخطوط السعودية» في تسيير الوجهة إلى كل مكان من منطلق العمل التنافسي المثمر، لتحقيق معادلة الخدمة المميزة والربحية السهلة وفق معايير الطيران العالمية المتطورة.
فبعض شركات الطيران الخليجي ربما تكون هي الأنسب لتقديم خدمات النقل الجوي بين مدن المملكة نظراً لإمكانات أساطيلها المتطورة، ولتميزها في خدمة النقل، ولقربها الجغرافي أيضاً، حيث تسهم هذه العناصر في مد جسور التواصل بين المسافر ومثل هذه الخدمات التي باتت الآن ضرورية في حياة الناس في كل مكان من العالم.
فحينما نقول بعض شركات الطيران الخليجية فإننا لا بد أن نُذَكِّر بأن البعض الآخر منها تكون خدماتها متواضعة، وقد لا يفي بالأغراض والمعايير المطلوبة، وربما يعيدنا إلى تجربتي «سما» و»ناس» قبل عامين أو ثلاثة في سوق الطيران المحلي حيث ثبت تردي خدماتهما ومن ثم فشلهما في مجال النقل المحلي، رغم تعاونهما مع بعض شركات الطيران في العالم العربي.
فمن المؤكد أن المتميز من شركات الطيران الخليجي سيكون له الأولوية في هذه المهمة من أجل المساهمة في سد النقص الذي تواجهه الخطوط السعودية في مجال الرحلات الداخلية، فلو كثفت «الخطوط لسعودية» تواجدها في مجال الرحلات الخارجية حتما سترتقي بخدماتها بشكل مميز، كما أن هذا الإسهام من شركات أخرى سيخلق تنافسية مفيدة تعود بالنفع على الجميع في هذا المجال الحيوي.
