|
الجزيرة - الرياض
ساهم الذراع التنموي لأوبك منذ إنشائه حتى الآن بما يزيد عن 494 مليون دولار أمريكي قدمت على شكل منح لدعم ما يربو على 1.200 مشروع، مبرهناً بذلك على مدى التزامه بتعهداته نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية.. وقد استفاد من مساعدات أوفيد حتى الآن 128 بلداً في كل من أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، والشرق الأوسط وأوروبا.
ووقَّع أمس مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان جاسر الحربش، مع رئيس الولايات المتحدة الأسبق.. ومؤسس مركز كارتر، السيد جيمي كارتر، على مبادرتين صحيتين هامتين.
وفي كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقيتين، أعرب الرئيس جيمي كارتر، عن شكره وتقديره لدعم أوفيد المتواصل، مشيراً إلى أن هذا التبرع السخي يمثل دفعة كبيرة لجهود المركز المبذولة لمكافحة اثنين من الأمراض الطفيلية الخطيرة.. ورداً على ذلك أفاد الحربش أن أوفيد يشعر بالفخر إذ يتبرع لهاتين المبادرتين، منوهاً بأن كلتا المبادرتين من شأنهما أن تساعد على إحداث تغيير جذري في حياة المجتمعات المعنية فضلاً عن تأثيرهما الإيجابي نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ولا سيما تلك الأهداف المتعلقة بالقضاء على الفقر وتحسين الصحة العامة.
وفي معرض تعليقه بشأن المنحة الأولى، أوضح مدير عام أوفيد أنها تهدف إلى المشاركة في تمويل المرحلة الأخيرة من برنامج القضاء على داء العمى النهري المتوطن في الأمريكتين.
وأشار الحربش إلى أن هذا المرض الوبائي المسبب للعمى لا يزال يؤثر على أكثر من 500.000 شخص في أمريكا الوسطى (البرازيل، كولومبيا، غواتيمالا، والمكسيك).
وذكر الحربش أن هذا البرنامج الذي تمَّ اطلاقه في عام 1991م يسعى في المقام الأول إلى توفير تغطية علاجية عالية الجودة وشاملة من خلال توزيع أقراص ميكتيزان (Mectlzan) في المناطق المعنية، منوهاً إلى أن جرعة واحدة من هذا العقار الطبي كل عام تكفي للحماية من هذا المرض.. وعبَّر الحربش عن أمله أن تساهم منحة أوفيد، والتي تبلغ قيمتها 500.000 دولار أمريكي، في العمل على توفير الدعم اللازم للمرحلة النهائية لهذا البرنامج، الذي يستهدف القضاء على داء العمى النهري في البلدان المعنية بحلول عام 2012م.
أما بالنسبة للمنحة الثانية، فقد ذكر السيد الحربش أنها ستساعد في تمويل المرحلة النهائية للقضاء على دودة غينيا، التي تنتقل عدواها عن طريق مياه الشرب الملوثة، والمسببة للشلل الذي يصيب الناس ليس فقط جسدياً ولكن أيضاً اقتصادياً، حيث تعيقهم عن العمل وكسب معيشتهم.. وتشمل البلدان المعنية بهذه المبادرة كلاً من السودان، وغانا، ومالي، وإثيوبيا، ونيجيريا، والنيجر.
وأشار الحربش إلى أنه من المتوقع لهذه المبادرة التي من شأنها أن تعنى بالمرحلة النهائية للقضاء على دودة غينيا أن تستأصل شأفة المرض بنهاية عام 2012م وبهذه المنحة الأخيرة وقدرها 500.000 دولار أمريكي يصل إجمالي منح أوفيد المقدمة منذ عام 1991م لدعم جهود القضاء على دودة غينيا إلى 1.95 مليون دولار أمريكي.
وتم إنشاء مركز كارتر في عام 1982م من قبل رئيس الولايات المتحدة السابق، جيمي كارتر بغية تعزيز حقوق الإنسان، وتيسير سبل الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة، فضلاً عن توفير المأوى والغذاء للمحتاجين وتعزيز الفرص الاقتصادية للفئات المحرومة.
وتعكس المشروعات التي يباشرها المركز فيما يزيد عن 70 بلداً شدة التزامه بالتخفيف من معاناة البشر.. ويعتبر مركز كارتر أحد شركاء أوفيد الإستراتيجي منذ عام 1996م حيث ساهمت تمويلات أوفيد، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية مليوني دولار أمريكي في دعم عدد من برامجه الصحية العامة.