هناك أخطاء جسيمة يرتكبها بعض الجهلة من جهة الشيعة ومن جهة السنة على حد سواء؛ فالذين يسبون أصحاب رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان و زوجته عائشة رضوان الله عليهم جميعاً هم شرذمة جاهلة من الشيعة وليس كل الشيعة جاهلين، كما أن الذي يكفِّر الشيعة ويخرجهم من الإسلام ويساوي بينهم وبين أعداء الإسلام هم شرذمة جاهلة من السنة وليس كل السنة جاهلين!
السنة والشيعة أمة واحدة كتابها القرآن، حين خرجت عائشة رضي الله عنها في معركة الجمل رفع الجنود القرآن على أسنة الرماح في مشهد يوحي بأن ثمة ما يوحد بين المختلفين.
اليوم لم يتغير شيء, القرآن يوحدنا ويجمع بيننا والانقسام المفتعل بين الشيعة والسنة تعمل على تأجيجه وتعزيزه تيارات سياسية لها تطلعاتها وأطماعها، ترغب الاستفادة من هذا الانقسام ولاشك أن البروبجندا التي صاحبت زيارة نجاد لجنوب لبنان هي أحدها.
لكل بلد عربي أو إسلامي سيادته واستقلاليته وعلى الشعوب أن تنأى عن لعبة الساسة والمتطلعين للسلطة ومد جسورها إلى خارج الحدود.
الانتماء لغير الوطن هو خيانة بكل المقاييس والمواطن الواعي هو من يحرص على مصالح وطنه أولاً وأخيراً ويتخلص من التبعية السياسية لأي سلطة غير سلطة وطنها الشرعية.
نشأة تنظيمات وأحزاب غير نظامية ومحاولتها إحداث الانقسامات التي تعود عليها بالنفع والمكاسب هي مسؤولية الشعوب التي لابد أن تنفضّ من حول هذه التنظيمات وتلتف حول حكوماتها الشرعية وأن تتعامل مع هذه التنظيمات على أنها ورم سرطاني لابد من التعجيل باستئصاله.