مع ارتفاع سقف الحرية وزيادة الانفتاح الإعلامي وطفرة الفضائيات وتوسع وتطور تقنيات الاتصال كماً ونوعاً أصبحنا أمام مرحلة جديدة صعبة صاخبة اختلطت فيها الأوراق والعقول والأصوات, فلم يعد للهدوء مكان ولا للمنطق وزن ولا للحكمة قيمة ولا للعقلانية معنى, الغلبة لمن يشتم أكثر والبطولات من نصيب أقلام متأزمة عدوانية متوترة تفرغت لمصادرة حقوق ومكتسبات وإنجازات الآخرين والنيل منهم والافتراء عليهم.. صرنا في دوامة جدل مزعج لا ينتهي وحوار هو للتلاسن أقرب منه للاختلاف, والمتلقي سواء كان مسؤولا أو لاعباً أو مشجعاً بات يائساً محبطاً متخوفاً مما يجري في كثير من وسائل الإعلام..
في خضم هذا الضجيج المتنامي سعدنا كثيراً بموقف الأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القناة الرياضية حيث وجه سموه برنامج «إرسال» بتقديم اعتذار للزميل الخلوق عبد العزيز الدغيثر بعد الإساءات والتجاوزات التي طالته من فهد الطخيم في البرنامج ذاته بصورة مقززة وغير لائقة أثارت استياء الكثيرين بمختلف ميولهم وانتماءاتهم, بل أساءت للنصر ولمستوى علاقات وتعاملات النصراويين فيما بينهم, موقف يثبت رغبة الأمير تركي الأكيدة بتطوير القناة وتنقية أجوائها وصولاً إلى المكانة التي يطمح إليها ونتطلع إليها جميعاً..
هذه الحادثة وغيرها كشفت حاجة القناة والقنوات والبرامج الرياضية الأخرى إلى الاهتمام بنوعية ما تقدمه لمشاهديها وتحديداً فيما يتعلق بمستوى وخبرة وصفة الضيوف وكذلك المذيعين والمحاورين وقدرتهم على إدارة البرامج الحوارية بأسلوب يقدم للمشاهد الفائدة والمتعة والتشويق ويراعي القواعد والأصول المهنية ويقف في وجه كل من تسول له نفسه إيذاء الناس وجرح مشاعرهم والتطاول عليهم , وعدم إتاحة الفرصة لهم لاستغلال هذه المنابر الحساسة والجماهيرية لتصفية حساباتهم الشخصية والترويج لأفكارهم المتطرفة وأطروحاتهم المتعصبة..
أخيراً وتجسيداً لهذا الواقع المرير استشهد برأي طرحه المحاضر في جامعة أم القرى الكابتن الوحداوي حاتم خيمي في إحدى حلقات برنامج « فوانيس» الرمضاني يقول خيمي : سألت مجموعة من طلاب الجامعة لمن تقرؤون في الصفحات الرياضية فذكروا لي عدداً من الكتاب, ثم سألتهم هل تثقون وتقتنعون وتستفيدون مما يكتبون فقالوا جميعهم « لا « ولكننا نقرأ لهم من باب التسلية..!
ما بعد التأهل
لم أفرح في تأهلنا إلى مونديال الشباب في كولومبيا لمجرد التأهل إلى نهائيات سبق أن بلغناها وتذوقنا طعمها مع الناشئين والشباب والمنتخب الأول مرات ومرات وإنما لأنه إنجاز أعاد لنا شيئاً من الهيبة والثقة, وأكد من جديد أن الكرة السعودية مازالت قوية ثرية تعشق التحدي تتوق دائماً إلى القمة مع النخبة وإلى المزيد من الانتصارات على صعيد القارة.. إنجاز يسجل للوطن حكومة وشعباً, وللقيادة الرياضية واتحاد الكرة وللأندية بكل مكوناتها وللمدربين الوطنيين, أنصف بصدق وأعبر بوضوح عن زخم وجودة وبراعة الموهبة الكروية السعودية,لكنه في المقابل يفرض علينا أن نكون أكثر إلماماً واهتماما بما هو مطلوب في النهائيات حينما نلتقي المنتخبات الأفضل والأقوى على مستوى العالم..
الآن وبعد أن حققنا المهم وبقي الأهم لابد من عمل برنامج تحضير متكامل من حيث المعسكرات والمباريات التجريبية القوية التي تضيف للنجوم الحاليين خبرة كروية جديدة واستعداداً فنياً وذهنياً وبدنياً يختلف كلياً عن طبيعة وظروف وإمكانيات وحسابات التصفيات والمواجهات الآسيوية, إضافة إلى أهمية الاعتراف مبكراً بوجود أخطاء ونقاط ضعف تحتاج إلى معالجتها عن طريق الاستعانة بأسماء مؤهلة للدفاع عن شعار وألوان الوطن وجديرة بالمشاركة في معترك عالمي لا يقل شراسة وأضواء وشهرة عن مونديال الكبار..
كل الاحتمالات
قبل يومين من لقائي الحسم الآسيوي لممثلي الوطن الهلال والشباب سيكون الحديث الإعلامي عن الجوانب الفنية التكتيكية للفريقين كلاماً باهتاً مكرراً مستهلكاً لن يغير في قناعات وتقديرات وترتيبات المدربين جيريتس وفوساتي شيئا, لذلك أجدني ميالاًً للحديث عن دور الجماهير الهلالية هنا في الرياض التي عادة ما تحضر بكثافة للفرجة والمشاهدة وليس للدعم والمؤازرة والمساندة كما صنعت في لقاء الغرافة إياباً, وكذلك عن تأثير التهيئة الإدارية قبيل مواجهة مصيرية تاريخية سيكون لنتيجتها من الانعكاسات الشيء الكثير..
في مثل هذه المباراة المفصلية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات لابد من فهم واستيعاب وتقبل كل الاحتمالات ومختلف الظروف, وأن الخسارة واردة ولن تكون الأولى ولا الأخيرة وليست نهاية الهلال أو الشباب مثلما أن الفوز قريب وممكن جداً ولن يكون آخر ومنتهى أحلام وإنجازات وبطولات الفريقين..
كان حديث الأمير سلطان بن فهد للزميلة هناء العلوني مهماً وشاملاً ووضع النقاط على الكثير من الحروف الصامتة..
قبل ما يقارب الشهر من موعد إقامتها, إلى متى تظل دورة الخليج (20) في اليمن غامضة معلقة حبيسة الأخذ والرد والتكهنات؟
كيف اقتنع اللامع الرائع والإعلامي المهني الخبير بتال القوس بإذاعة حوار فهد الغشيان الذي لم نخرج منه بشيء سوى الإساءة لبتال وللغشيان دون غيرهما؟
لن يهبط الأهلي وفي نفس الوقت من الصعب أن يحتل أحد المراكز الأربعة لذلك فالغربلة قبل فوات الأوان هي الحل الأنسب لإنقاذه والعودة به إلى قائمة الكبار ومواسم البطولات..
أكثر وأبشع الإساءات الموجهة للنصر ورموزه وأعضاء شرفه ونجومه ومنسوبيه هي في الغالب من النصراويين أنفسهم..!
زيادة معدل التسجيل في مباريات هذا الموسم لا تعني براعة وتفوق المهاجمين بقدر ما تؤكد أن لدينا أزمة حراس ومدافعين..