التضاد القائم في بعض ما يطرح حول الشعر (الحقيقي) بجزالته، وعمقه، واكتمال عناصره الفنية لدرجة التميز بل والتفرد، وبين (النجومية) يجب ألا يحتد الاختلاف في تبادل وجهات النظر فيه ليبلغ الخلاف الذي لا معنى له بشكل منطقي وموضوعي، فببساطة الشعر له من يزنه كالذهب -والألماس- ولكن بمعاييره العلمية الدقيقة التي تفضي بنا للقول مجبرين تحت وطأة الحقيقة (إنه ليس كل رائج محترم) ولكن هذا لا يعني بالمقابل ومن زوايا أخرى أن النجومية ليست مسوقة تجارية مربحة -للمجلات الشعبية والقنوات الفضائية- وهذا تبرير مجدي للمضي في هذا الطريق بعيداً عن (مجهر نصف الكوب الفارغ ومن يستحق من واقع إنتاجه النجومية ومن لا يستحق ولندع ذلك للزمن الذي هو كفيل بإظهار النتائج) ولا يصح إلا الصحيح، فكما أن كوكب الشرق أم كلثوم لم يبق في الذاكرة من شعرائها إلا قلة كبيرم التونسي، وإبراهيم ناجي، وأحمد رامي، وكما أن -الناي الشجي الفنانة فيروز لم يبق في ذاكرتنا من عشرات الشعراء الذين غنت لهم سوى قلة قليلة كالرحابنة، وجوزيف حرب، وسعيد عقل، وابن زيدون، وكما أن فنان العرب محمد عبده لم يبق في ذاكرتنا ممن تعاون معهم من الشعراء لسنوات طويلة سوى الأمير عبدالله الفيصل ومحمد السديري وخالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن وخالد بن يزيد وعبدالعزيز بن سعود وسعد بن سعود وسعود بن عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد ونواف بن فيصل وفيصل بن تركي وطلال الرشيد وفائق عبدالجليل وإبراهيم خفاجي وسليمان بن شريم وراشد بن جعيثن، فإن الأيام كفيلة بإبقاء من يستحق (من واقع إنتاجه الشعري البقاء في الذاكرة) أما نجوم -فلاشات- أكثر القنوات الفضائية والمجلات الشعبية فسيرحلون بمعية نجوميتهم الوهمية إلى خانة النسيان.
وقفة:
للشاعر الكبير سليمان بن شريم رحمه الله:
وحياة ربٍ كمّله بالجمالي
من مفرق الهامه إلى حد ما طاه
إنه منوّل وأمس واليوم غالي
وأتلى زمانه بالغلا مثل مبداه