المؤتمرات الصحفية التي عقدتها بعض الشركات المدرجة بالسوق المالي على هامش إعلانها عن نتائجها للربع الحالي تُعد ظاهرة إيجابية حيث إنها تفتح باب التواصل بين المستثمرين وإدارات تلك الشركات عبر وسائل الإعلام بشكل يوضح أبرز النقاط التي يجب أن يعرفها المستثمر عن شركته التي يستثمر بها.
ورغم أن عدد الشركات التي تعقد هذه المؤتمرات قليل جداً فلم تبادر إلا سابك التي بدأت منذ فترة طويلة بمثل هذه الطريقة للتواصل مع المساهمين والإعلام عند إعلان النتائج الفصلية لها.. وأيضاً شركة التصنيع.. وكون هذه الطريقة تُعد إيجابية بكل المقاييس حيث يتم فيها شرح الكثير من التفاصيل المهمة عن النتائج وكذلك عن التساؤلات التي تدور في ذهن المستثمرين عن نشاط الشركة والتحديات التي تواجهها وكذلك تخطيطها المستقبلي حيث إن المعلومة هي العنصر الأساس في القرارات الاستثمارية.
إلا أن استثمار هذه التجربة يجب أن يكون قاعدة تعمم على كل الشركات وتصبح ملزمة عليهم كون الفائدة المتحققة منها كبيرة جداً وترفع من مستوى الشفافية والإفصاح في السوق.. وهو ما تسعى له هيئة السوق المالية.. وذلك بهدف رفع مستوى كفاءة الأداء فيه.. وأن تكون المعلومات حاضرة بوقت واحد أمام الجميع.
فالسوق المالي السعودي بحاجة ماسة لتعميم الكثير من الجوانب التي تحوله إلى مستوى عالٍ من الإفصاح بما يسمح لوصوله إلى مكانته التي يجب أن يكون فيها عاكساً تطور الاقتصاد السعودي والتنمية والقوة التي يمتلكها فهو بالنهاية قائد ومرآة للاقتصاد وأحد أهم الحلول في عمليات التمويل وتوسيع قاعدة الإنتاج بالاقتصاد الوطني.
وإذا كانت هناك مبادرات من نوع آخر تقوم بها بعض الشركات.. كالمجموعة السعودية التي تعلن عن أرباحها بشكل شهري.. وصافولا التي بدأت أيضاً بتحديد توقيت إعلانها بشكل ثابت والحديث عن توقعاتها لأرباحها المستقبلية إلا أن هناك قطاعات كبيرة كالمصارف لا تزال بعيدة تماماً عن مثل هذه الخطوات التي يجب أن تكون هي أول من يقدم عليها.. هذا بخلاف قطاع الاتصالات والأسمنتات كذلك وغيرها حتى تصبح قاعدة عامة يقوم عليها السوق من ضمن جوانب الإفصاح والشفافية المطلوبة.
مرحلة المبادرات يجب أن تتحول بشكل سريع إلى قانون يلزم الجميع باتباعه سواء بضرورة عقد المؤتمرات الصحفية عند إعلان النتائج أو أي حدث مهم يخص أي شركة وكذلك ضرورة إلزام الشركات بتحديد مواعيد ثابتة لإعلان نتائجها المالية باليوم وحتى الوقت بشكل يصبح ثابتاً ومعلوماً كما يجب أن تلزم الشركات بالحديث عن نتائجها المستقبلية.. فالانتقال بالسوق إلى مرحلة العالمية بالتغطية والانتشار لا بد أن تكون مقرونة بقواعد من التواصل أصبحت من بديهيات العمل بأغلب أسواق العالم.