من خطّط لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم كان في ذهنه وهو يخطّط تدريب وتأهيل المعلم ليواكب تطوير المحاور الأخرى في مشروع تطوير، وهي: تحسين البيئة المدرسية, والأنشطة اللا صفية للطالب, وتطوير المناهج.
تدريب وتأهيل المعلم لا يعني الدورات التي تعطى لتغطية الفراغ بين (ثغرات) الخطط الدراسية التي تتعطّل فيها الدراسة ما بعد الاختبارات أو قبلها لأسابيع. ما يقصد بالتأهيل هو ابتعاث المعلم والمعلمة لإكمال دراسته العليا الدكتوراه والماجستير والدبلومات التخصصية.
إذن ما هو مبرر تجميد الأموال في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وحرمان المعلم من حقه في الابتعاث بحثاً عن التطوير وجعله - أي المعلم - محاصراً ومعزولاً دون تطوير في الوقت الذي تفتح الجامعات الأبواب لإعادة تأهيل منسوبيها وكذلك وزارة التعليم العالي تعلن عن ابتعاث حوالي (10) آلاف من المبتعثين لا يكون من ضمنهم أي معلم أو معلمة، وهذا تقصير من وزارة التربية والتعليم جمدت أموال مشروع الملك عبدالله (9) مليارات دون استثمار أو تطوير للمعلم والمعلمة.. كما أنها لم تبادر بضم منسوبيها إلى برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي.
وهنا لا بد أن تفتح وزارة التربية بند تأهيل المعلم والمعلمة في مشروع تطوير وتبدأ بالابتعاث لأن مشروع الرياضيات والعلوم سيجد الفشل إذا لم يتم تأهيل المعلم والمعلمة لتدريسه ... ففكرة مشروع الرياضيات والعلوم جاءت من اختيار الوزارة لتطوير التعليم منهج رياضيات متطور واستقر الخيار على شركة أمريكية لأن المناهج الأمريكي أكثر تطوراً من غيرها في الشرق والغرب.... وهناك قناعة وإقرار أن منهج الرياضيات الأمريكية هو الأفضل والأقوى علمياً... فإذا وقع ألاختيار على الرياضيات والعلوم الأمريكية لماذا لا يبتعث المعلم والمعلمة تحت مظلة مشروع تطوير إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه والماجستير أو الدبلومات في هذا المجال في الجامعات الأمريكية التي صنعت هذه العلوم. وأيضاً لماذا نحرم معلمينا ومعلماتنا من فرصة التحصيل العلمي.. ولماذا؟ من أجل التوازن ما بين المناهج الجديدة وبين تأهيل المعلم. وهذا سوف يرفع كفاءة المعلم لأنه لا يمكن قبول مناهج متطورة ومعلم على مناهج تقليدية وغير قادر على إيصال المعلومات.. فالوضع الحالي لمشروع الملك عبدالله هو توقف لمسارات التطوير وبخاصة تأهيل المعلم وتتجه أرصدة المشروع المالية للتجميد دون استثمارها في العقول وهذا إعاقة للمشروع والفكرة التي من أجلها رصدت الأموال وبنيت لها البرامج وتحولت إلى شركة ومقر وإدارة.
التوجه إلى ابتعاث المعلمين والمعلمات ينقذ مشروع تطوير من أن يكون ضمن الشركات المتعثرة ويحقق أبرز الأهداف التي تحتاجها بلادنا وهو تأهيل أهم عناصر العملية التعليمية المعلم والمعلمة وتطوير قطاع ينتسب إليه نصف مليون موظف وهي أكبر شريحة في القوى العاملة بالمملكة.