يروي أحد الزملاء الإعلاميين الذين يشرفون على إعداد أحد البرامج الشعبية أن شاعراً جمعته به صدفة إعلامية طلب منه أن يقف معه؛ ففعل إيماناً منه بأن مَن لديه ما يستحق عليه عدم التخلي عنه، وقد تكرر منه ذلك للسبب ذاته، وفي يوم من الأيام طلب منه أن يكون ضيفاً على برنامجه، وعلى الرغم من استهجانه لطلب كهذا؛ إذ ليس من المناسب أن يرشح الرجل نفسه؛ ليكون ضيفاً، تماماً كمَن يقول: «اعزمني»!! إلا أنه قبل على مضض من قبيل أن لديه من الشعر ما يناسب.
ولظرف قاهر منع الزميل معد ومشرف البرنامج من الحضور إلى مقر عمله؛ فنسق مع زملائه، وهيأ للضيف كل ما يحتاج إلى إجراء اللقاء، وكان من المفترض أن يكون في استقبال الضيف، وقد حضر الضيف، وأُجري معه اللقاء، واختُتم، ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن صاحبنا أو الاطمئنان عليه، ولو من باب الذوق.
وقد أكد لي ذلك الزميل أنه لم يكن ينتظر الشكر بل كان مستغرباً أن يكون هناك مَن لم تعلمه سنواته الستون أن هناك ما يقال له «ذوق»؛ فقلت له معزياً: «شخص واحد إذا قصر معك فلا تقبل عذره.. أتدري مَن يكون؟ إنه أنت».
وقفة..
النذل لو تكسيه ثوب من الطيب
لبسك ثوب الذل وانكر سواياك
يخطي عليك ويعتبر نفسه مصيب
واحسانك برايه من أكبر خطاياك