كتب الزميل الدكتور حمزة السالم مقالة جميلة تشع بالوطنية والإنسانية يوم الجمعة الفائت، وكانت تحت عنوان (مبادرة: بل نريد أجراً كريماً على عمل)، وهي حقيقة مبادرة فكرية راقية قدمها الزميل لرجال الأعمال وأصحاب الشركات السعودية الذين ينعمون بخير الوطن، واقترح أن لا يقل مرتب أي سعودي عن خمسة آلاف ريال،
وقد قرأت تفاعل وتجاوب رجل الأعمال عبد الله بن مرعي بن محفوظ مع هذه المبادرة، وقال إنه سيعمل بها فوراً ولن يوظف سعودياً بأقل من خمسة آلاف ريال، وسيقوم بتعديل أوضاع الموجودين على رأس العمل في كافة شركاته خلال شهرين، وهذا أمر مفرح جداً ويدل على روح وطنية وقلب إنساني كبير لدى رجل الأعمال المتجاوب، اليوم وغداً، فكل من يرفع يده ويقول (أنا) سأعمل بهذا المقترح يدخل في دائرة (النشاما) أبناء هذا الوطن الذين ما عرفوا إلا بنخوتهم العربية الإسلامية الحية.
مبادرة الزميل بطرح هذه الفكرة الإنسانية التي أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته عند ربه تستحق من يقف معها وينادي ليلاً ونهاراً بتبنيها من كل رجال الأعمال من منطلق أننا جسد واحد وما يقدم بهدف رفع معاناة مسلم سيكون عوضها كبيراً في الدنيا والآخرة، فهو وإن ظهر على أنه مرتب يدفع لموظف إلا أنه إذا صدقت النية سيدخل من ضمن الصدقات، وهذا يعزز أيضاً من قيمة العمل لدى العامل مهما كانت وظيفته ويمنحه ولاء لمنشأته، هذا الولاء الذي كثير من رجال الأعمال يشكون من عدم وجوده لدى موظفيهم، بعكس الموظف الغربي الذي لديه من الولاء ما يشعرك بأنه شريك وليس موظفاً، وهذا الشعور هو ما يجب أن يكون لدى أي موظف، ولكن موظفي شركاتنا على العكس تماماً، وما ذلك إلا بسبب قلة الأمان وقلة المرتبات التي تصل في بعض الأحيان إلى أرقام متدنية جداً.المبادرة هي شعار النداء الإنساني لكل رجال الأعمال بأن يبادروا ويعملوا على جعل مرتبات موظفيهم مهما كانت وظيفته كحد أدنى خمسة آلاف ريال، وهذا بالطبع لا يعني أن من مرتبه الآن خمسة آلاف يزاد إلى سبعة أو أكثر وإنما فقط من هم أقل من خمسة يصلون إلى هذا الرقم، لأنه هو الرقم المعقول الذي يمكن أن يكون حلاً مناسباً لأن يعيش الإنسان بكرامة.إن الوضع الإنساني يجب أن يكون في مقدمة اهتمامات الإنسان عند التوظيف، وأن لا يكون الهدف الأساسي كم سأكسب من وراء توظيف هذا الإنسان.إن وضع موظفي القطاع الخاص وأخص تحديداً السعوديين يعد وضعاً مزرياً بكل المقاييس، وإنني لا ألوم رجال الأعمال على هذا الوضع المتردي فقط، بل ألوم كذلك شبابنا الذين لم يولوا مسألة أن تكون موظفاً ناجحاً وفي قطاع خاص أي اهتمام، وأن غالبيتهم يسعون إلى أن يكونوا ضمن موظفي الدولة ولو كان ذلك بربع المرتب!! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف إن لم يكن انعدام الطموح.تحية نزجيها لكل من تفاعل ومن سيتفاعل ومن يفكر أن يتفاعل مع هذه الدعوة التي قد يجوز لنا أن نقول إنها دعوة (الجزيرة) الجريدة لرجال الأعمال مع حفظ كامل الحقوق للزميل الدكتور حمزة..والله المعين،،