الحياة كما نعرفها، طريق، كلما مشيناه قَصر..
وكلما تأملناه عِفْناه..
وكلما بدأناه أنهيناه..
والحياة كما نعرفها، بستان يخضر بآمالنا..,
نزرعه من خزائن نفوسنا، وعقولنا، وقلوبنا..,
ما يُلقمنا فنبسم، مطمئنين لشبعنا، وما يُظلنا فنسكن، مطمئنين لسترنا،
الحياة أفكارنا، وأعمالنا، وأبنيتنا، وطموحاتنا، ...
كلما شعرنا بها، فلأننا لم نهدرها،..
وكلما أعطتنا، فلأننا لم نغفلها،...
في نفوسنا، هي البقاء الطيب فوق الأرض، لا حسد، ولا تنابز،... وفي عقولنا، هي الدرب الوسط في اتجاهنا، لا إيغال ولا إغفال،..
وفي قلوبنا، هي الإحساس بمعناها، فنمارسه، والشفقة مما بعدها، فنتعهده..
الحياة نعرفها أنها أعمالنا، وما نقول، ما نقيم أو ننقض، ما نعمِّر أو نهدم، ما نعطي أو نأخذ، ما ننجز أو نتخلف..
لا تقبل منا الحياة الحرب، إلا لاستمرارها، ولا السِلم، عند التهاون بها،..
هي كما تنبض في عروقنا روحا، تحيا فينا معرفة،...
كل من يعرف الحياة، يتقيها، فيعطيها..، قبل أن يأخذ منها،..
فالحياة لا ترضى بمن يتهاون بها، كما هي في الجسد، إن لم ترعه وتطبِّبه، وتغذيه، وتحميه، فلن تحيا الحياة فيه،..
هي كما هي، في كل من هي فيه...
الحياة كما نعرفها بسمة تورِّث رحمة،..
وقطرة تصبح نهرا...
وإخوة من غير أمك،...
ودعوة شاملة، ليست تخصك وحدك...
الحياة هي، أنت غيرك، وغيرك أنت..
لا تحلو لذائذها في فمك، وغيرك يتلمظ المرَّ...
ولا تقرُّ عينك بفرح، وعين غيرك في ترح...
تلد لك الإخوة، ليشاركوك الدعوة، فتضفي عليكم السكينة،
وتمنحكم الحكمة... فتنهلوا من الأنهار..
في ليلها والنهار...
الحياة هي في الواقع تتعامل معك، ولك، كما تراها بنظرتك...
وتفهمها بثقافتك، وتتعامل معها بإرادتك..
وما تقبله بقناعتك..، وترفضه بها..
لكنها الحياة،..
تقبل عليك إن تعهدتها، وتدبر عنك إن أهملتها...
هي عند المؤمن سبيله...
وهي عند غيره غايته..
هذا يعيشها ليأخذ، وذلك يعيشها ليحصد...
حصادها القريب عيش يليق بها...
بدؤها نبض، ومنتهاها صمت..
لا تمد كفها، إلا عند مرافيء الرحيل..
بلى:
الحياة كما نعرفها طريقا كلما مشيناه قصر..
وكلما تأملناه عفناه..
وكلما بدأناه أنهيناه..