حاولت أن أجد بديلاً للمثل المصري «أسمع كلامك أصدقك، أشوف عمايلك أستعجب»، فلم أجد. ويبدو أنه المثل الأنسب لموضوع اليوم. فلقد قال صالح الخليوي، مدير عام الجمارك، في تصريحاته على هامش منتدى حماية المستهلك، أنه بدءاً من العام الهجري المقبل، لن تدخل السوق السعودية أية سيارة لا تحمل شهادة مطابقة، وتأتي هذه الاحترازات في ظل دعوة بعض شركات السيارات العالمية لسحب عدد من سياراتها لوجود عيوب خلال الفترة الماضية. مؤكداً في الوقت ذاته استمرار الفحص العشوائي للسيارات القادمة للمملكة.
هل يمكن أن تصدقوا هذا الكلام؟!..
لقد شهد العالم السنة الماضية، سحب العديد من أنواع السيارات، الأمريكية واليابانية والألمانية، بسبب عيوب مصنعية، وآخر دولة انسحبت منها السيارات هي المملكة، وفي بعض الحالات لم تنسحب السيارات على الرغم من وجود العيوب. أعرف أن سحب السيارات ليس مسؤولية الجمارك، ولكن عندما يقول الخليوي إن الجمارك لن تدخل أية سيارة لا تحمل شهادة مطابقة، فهل يعني هذا أن السيارات التي تحمل عيوباً مصنعية، لن تدخل؟! هذا من جهة. من جهة أخرى، هل شهادات المطابقة الخاصة بالسيارات اليابانية التي تدخل المملكة، هي نفس الشهادات التي تدخل فيها نفس السيارات للولايات المتحدة؟!.. أنا أعرف، وصالح الخليوي يعرف، أن البضائع التي تدخل أسواقنا هي من أقل بضائع العالم جودة، ولك أن تتخيل ما هي المضار التي تتسبب بها «أفياش» الكهرباء الرديئة والغالية السعر لكهرباء منازلنا. لذلك، فإنني لم أجد أكثر من المثل الشعبي أعلاه، لأعلق به على كلامك يا مدير. ليس هذا فحسب، بل إنك صرّحت تصريحاً عجيباً بخصوص دعم أهم عنصر في الجمارك وهو «العنصر البشري»، حين قلت بخصوص مشاكل ترسيم الموظفين: «هذا ليس من اختصاص الجمارك، بل وزارة الخدمة المدنية»!.