في البدء مَنْ كان مفروضاً أنْ يُرخِّصَ للمحطات الفضائية التي كان هدف إطلاقها تسميم الفضاء بإثارة النعرات الطائفية، وازدراء الأديان، وخدش القيم والأخلاق، وتعميم الجهل والتخلف من خلال قنوات السحر والشعوذة، وخداع المشاهدين بوهم العلاج عبر الفضاء؟!
(13) قناة فضائية أوقفتْ الشركةُ المصريةُ للأقمار الصناعية «نايل سات» بثَّها مؤقتاً، لحين تصويب مسارها وتغيير برامجها الإعلامية بما يؤكد تنفيذها لالتزاماتها.
والقنواتُ التي أُوقِفَ بثُّها نشك أنَّها تستطيعُ أنْ تصوِّب أعمالَها الإعلامية، لأنَّها وُجِدَتْ من أجل أهداف يسعى أصحاب هذه المحطات ومَنْ يدعمونها إلى تحقيقها، فنشرُ الفتنةِ الطائفية وازدراء الأديان كان ولا يزال وراء انتشار هذه البؤر التي يهدف من أنشأها إلى التشكيك في العقائد وإشاعة روح الفتنة ونشر الجهل والتخلف في الأقطار العربية. هذه القنوات التي هي الجزء الظاهر من «الجسم الفضائي» الذي تتزاحم فيه المحطات الفضائية من كل لون وطعم، مع طغيان محطات الانحراف الفضائي حتى غابتْ الرسالة الإعلامية التي يستفيد منها المشاهد والمتلقي.
والخطوة التي أقدمتْ عليها «نايل سات» والتي نظَّفَتْ أقمارها الصناعية الفضائية من تلك المحطات الشاذة، إلا أنَّ تلك المحطات وَجَدَتْ لها ملاذاً في القمر العربي الآخر الذي تَنَبَّهَ القائمون عليه إلى عبث هذه المحطات الشاذة التي بانتْ خطورتُها عندما امتد عبثُها للأمن الوطني والسِلم الأهلي للبلد الذي يمتلك الأقمار الصناعية الفضائية، وهذا يوضح أنَّ المحطات المستبعَدة ستجد ملاذاً آخر من خلال شركات الأقمار الصناعية الأوروبية لتبث سمومها كما تفعل كثيرٌ من المحطات التي استُبعدتْ عن أقمار «عرب سات».
ظاهرةُ انتشار الأقمار الصناعية الفضائية أصبحتْ من الصعب السيطرة عليها، وهذا يتطلب تنمية ثقافة الالتزام الأدبي والثقافي لأصحاب المحطات، والتفاهم مع الدول المالكة لتلك المحطات التي تسهم في نشر ثقافة الإرهاب وهدم القيم الأخلاقية والسلوكية وإثارة الفتن التي تدمر السِلم الأهلي الذي يُعَدُّ العبث به بداية التحريض على تشجيع العنف والإرهاب.
* * *