|
كتب - عمار العمار
أمام 70 ألف متفرج حضروا لمساندته خذل لاعبو الهلال (عدا رادوي) جماهيرهم الغفيرة التي حضرت في استاد الملك فهد الدولي بالرياض في لقاء إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وبمستوى أسوأ من السيئ وأهدوا الفوز لفريق ذوب أهن الإيراني على طبق من ذهب وسط غياب للروح والمستوى، وساهم المدرب الهلالي جيرتس في الوضع الهلالي السيئ بتشكيلته التي أبعد عنها ويلي منذ البداية، وللحق فالفريق الإيراني يستحق التأهل عطفاً على ما قدمه في هذا اللقاء ويستحق الهلال الخروج المر نظير المستوى السيئ في مباراة غلب عليها طابع الدفاع الإيراني والرغبة الكبيرة في التأهل، بعكس الهلال الذي لم يجد له منفذاً للمرمى ولم يجد مدربه جيرتس سوى الفرجة على المستوى السيئ للاعبيه بإصراره على اللعب في أغلب أوقات المباراة من العمق.
المباراة
دخل الفريق الهلالي بتشكيل مكون من حسن العتيبي وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري ولي يونغ ورادوي والفريدي ونيفيز والشلهوب وياسر القحطاني وعيسى المحياني، واتضح منها اعتماد الهلال طريقة 4-4-2 وتميل إلى 4-1-3-2 وهي هجومية بحتة هدف من خلالها جريتس بداية هجومية للضغط على مرمى ذوب أهن الذي دخل بتشكيل مكون من شهاب الدين كردان وحسيني وفرشيد طالبي وأحمدي وشاهين خيري وقاسم حدادي وكاسترو ومحمد غازي ومهدي رجب زادة ومحمد رضا خلتعبري، وهي طريقة واضحة المعالم هدف منها مدرب الفريق إغلاق المنطقة الخلفية لفريقه بتكثيف الوسط واللعب بمحورين دفاعيين لتخفيف الضغط على دفاعه المباشر.
جاءت ضربة البداية للفريق الإيراني الذي حاول مباغتة الهلال وضربه في مقتل من بداية اللقاء وحاول لاعبوه امتصاص حماس لاعبي الهلال وتناقل الكرات فيما بينهم، فيما كان الوضع الهلالي متشنجاً في البداية صاحبها أخطاء في التمرير فخطأ رادوي جاءت منه الهجمة الأولى في اللقاء بعدما توغل كاسترو من اليمين وعكس كرة عرضية لم تجد من يقابلها لتذهب الخطورة، حاول بعدها لاعبو الهلال الدخول في أجواء المباراة وتسلّم لاعبوه زمام اللقاء ونظم صفوفه وسط تراجع بالكامل للاعبي ذوب أهن للحفاظ على مرماهم، واستمر هذا الوضع لمدة عشر دقائق ولكن لم تنتج عنه أي هجمة خطيرة عدا تسديدة نيفيز الضعيفة في الدقيقة السادسة التي تعامل معها الحارس الإيراني بهدوء، وكانت الرغبة الإيرانية واضحة في الحفاظ على مرماهم فترك الهلال يمرر كراته في منتصف الملعب ليقضي عليها عند منطقة الجزاء بفضل القوة الجسمانية والكثافة العددية، وصعبها لاعبو الهلال بمحاولة الاختراق من العمق القوي في الفريق الإيراني..
وافتقد الهلال في هذا الشوط ميزة اللعب من الأطراف لوجود ويلي على دكة الاحتياط وهو ما تنبه له المدرب الهلالي فيما يبدو وطلب من لاعبيه باللعب من الأطراف خصوصاً الأيمن بوجود الفريدي ولي يونغ، ونجح الهلاليون في ذلك ولكن بسالة الدفاع الإيراني وقوته حالت دون الاستفادة منها.
حدادي يشعل المباراة
جاءت أولى الهجمات الخطيرة الحقيقة على المرمى الهلالي في الدقيقة 20 بعد تسديد قائد ذوب أهن لفاول تسبب فيه المرشدي تدخل العتيبي ببراعة للتصدي للكرة وسط دربكة كبيرة في منطقة الجزاء أبعدها الدفاع الهلال في الأخير، ويبدو أن هذا الإنذار الذي دق ناقوسه على لاعبي الهلال وعاد للسيطرة المطلقة على مجريات اللقاء ولكن بلا هجمات خطيرة تذكر وسط غياب تام لياسر القحطاني، وكاد محمد رضا أن يعاقب الهلاليين على عدم استفادتهم من السيطرة في الدقيقة 25 فتسلل خلف الدفاع الهلالي في كرة طويلة ودخل منطقة الجزاء وراوغ المرشدي وسددها في الزاوية البعيدة تعامل معها العتيبي ببراعة، أعقبها المرشدي بخطأ فادح حين مرر كرة بالخطأ لمحمد غازي الذي سددها قوية بجانب القائم.
جزائية مغفلة للهلال
من تمريرات بينية بين لاعبي الهلال توغل الفريدي لداخل المنطقة وتعرض للعرقلة الواضحة من المدافع الإيراني فرشيد طالبي لم يعلن حكم المباراة أي شي ليحرم الهلال من ضربة جزاء مستحقة.
صحوة هلالية لدقائق
أعقب هذه الكرة صحوة هلالية وسيطرة كاملة نتج عنها أولى الفرص الحقيقة للهلال في الدقيقة 28 بعد تبادل لاعبيه للكرة تهيأت أخيراً للفريدي داخل الصندوق بلا مضايقة، لكنه لم يستغلها بالشكل السليم فسددها قوية فوق العارضة كأخطر الفرص الهلالية، أتبعها الشلهوب بعدها بدقيقة بتوغل وبمراوغة رائعة من الطرف الأيمن مررها قوية داخل الصندوق لم تجد من يستثمرها داخل الشباك، وكاد المرشدي بعدها أن يفتتح التسجيل برأسية خطيرة من ركنية نفذها نيفيز اعتلت العارضة بقليل في الدقيقة 32، وكانت هذه الفرصة هي الأخيرة للفريقين في الشوط الأول. تحرك بعدها الفريق الإيراني بشكل مميز وحاول مباغتة الهلال في أكثر من مناسبة خصوصاً عن طريق السريع والخطير محمد رضا الذي أزعج الدفاع الهلالي ولكن الفردية وعدم المساندة له أضاعت مجهوداته، ومرت الدقائق الخمس الأخيرة بلا خطورة بفضل تكتل الدفاع الإيراني في مناطقه وإصرار الهلال على اللعب من العمق مرة أخرى مما أفسد الهجمات وغاب معها كلياً ياسر القحطاني وسط الدفاعات الإيرانية..
الشوط الثاني
زج المدرب الهلالي في بداية هذا الشوط بمهاجمه السويدي ويلهامسون بديلاً لأحمد الفريدي، هدف منها لزيادة الضغط على الفريق الإيراني من الطرف الأيمن الضعيف. وبدأ هذا الشوط بتسلُّم تام لفريق الهلال لمجريات اللقاء كما كان في الشوط الأول افتتحها رادوي بتسديدة هائلة اعتلت العارضة بقليل وهو ما كان يفتقد له الفريق الهلالي في الشوط الأول، وعاب على الفريق الهلالي إصراره على اللعب من الأطراف وهو ما سهل المهمة على لاعبي ذوب أهن الإيراني، وكاد خلتعبري مفاجأة الهلال بتسديدة قوية من بعيد تصدى لها العتيبي في الدقيقة الخامسة، وبعدها بدقيقة كاد ياسر أن يسجل الهدف الأول في المباراة بعد خطأ دفاعي للفريق الإيراني تهيأت لياسر الذي سددها أخرجها الدفاع الإيراني إلى ركنية.
غلطة هوساوي بهدف
نتاج طبيعي لما حدث في المباراة بعدم استغلال الضغط لتأتي المعاقبة عبر البرازيلي كاسترو في الدقيقة 54 بعد استغلاله لغلطة فادحة من الدفاع الهلالي من هوساوي تحديداً الذي لم يتعامل مع كرة سهلة استثمرها كاسترو وسددها داخل الشباك الهلالية كهدف أول لفريق ذوب أهن الإيراني قضت على الآمال الهلالية بشكل كبير.
وساهم هذا الهدف في دخول لاعبي الهلال في أجواء مشحونة زائدة نتيجة تلقي المرمى الهلالي لهدف ويتوجب عليهم تسجيل ثلاثة أهداف وهو الذي لم يستطع استثمار ضغطه وامتلاكه للكرة طوال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، وواصل لاعبو الهلال لعبهم من العمق ولم ينتج عنه سوى ارتياح كبير للاعبي ذوب أهن لهذه الطريقة، كما أسهم الهدف الإيراني في تراجع كبير للاعبي ذوب أهن للحفاظ على مرماهم وهو ما نجح فيه الفريق الإيراني، ومن خطأ بقرب منطقة الجزاء الإيرانية سدد الشلهوب كرة جميلة اعتلت القائم بقليل، ومنحت هذه الكرة الثقة للاعبي ذوب أهن وأصبح أكثر راحة في اللقاء كونه يسير المباراة كيفما يشاء فترك لاعبو الهلال يتناقلون الكرات بعيداً عن منطقة الخطر وتكتل دفاعي أمام المرمى، وعاد رادوي أفضل لاعبي الهلال مرة أخرى للتسديد بتسديدة قوية أنقذها كرداني لركنية.
لي بيونغ يزيد الوضع سوءاً بتصرف أرعن
تصرف غير مقبول البتة من الكوري لي يونغ بيو نال على إثره بطاقة حمراء بعد تعمده ضرب لاعب ذوب أهن محمد رضا خلتعبري بدون كرة، مما زاد الوضع سوءاً على سوء زادها الغياب التام لياسر القحطاني عن أجواء المباراة.
بعدها كاد الجيزاني بديل المحياني أن يعدل النتيجة للهلال برأسية من خطأ نفذه ويلي ولكن الكرة تهادت ليد الحارس الإيراني كرداني في الدقيقة 73، ومع مرور الوقت بدأ الفريق الإيراني في ضمان النتيجة مع شبة استسلام من الفريق الهلالي لنتيجة اللقاء والخروج المر من البطولة الذي كانت محاولاته خجولة واعتمدت على الرعونة وعدم الثقة في التسجيل، أبرزها كرة الدوسري الذي حل بديلاً لنيفيز لم يتعامل مع الكرة بشكل جيد في الدقيقة 79 وسددها في أقدام لاعب ذوب أهن، ومع دخول المباراة في الدقائق العشر الأخيرة نشط المدرب الإيراني وسطه بدخول بديلاً لرجب زاده ولم يتغير شيء في المباراة فمرت طبيعية، تراجع إيراني للخلف ورعونة هلالية في التمرير وتسليم بنتيجة المباراة إلى أن أطلق الحكم صافرته معلناً خروج الهلال من البطولة وتأهل ذوب أهن المستحق لنهائي البطولة.
مقتطفات
* من الظلم أن يخرج الجمهور الهلالي حزيناً بسبب عدم الإحساس بالمسؤولية من لاعبي الهلال (عدا رادوي).
* استحق الفريق الإيراني التأهل وعرف كيف يخرج من المباراة بما يريد.
* استحق الهلال الخروج المر وتاهت ملامحه بغياب تام لياسر ونيفيز وحتى البديل ويلي.
* محمد رضا خلعتبري كان الأفضل في ذوب أهن وفعل ما يشاء بدفاع الهلال.
* جريتس وقف متفرجاً على الأداء الهلالي ولم يحرك ساكناً ولم يغير في طريقة لعب الفريق، فالعمق القوي في الفريق الإيراني لا يحتاج إلى طبيب وكان الأجدى اللعب عن طريق الأطراف بشكل أكبر والابتعاد عن العمق.
* تصرف لي بيونغ بيو غير مقبول البتة وغير مسؤول وهو ما زاد الوضع في السوء.