الاختلاف الجميل في وجهات النظر في الساحة الشعبية يكشف عن تعددية مبهجة في الذائقة مردّها لتنوّع المشارب المعرفية في مناهل معين الشعراء الثقافي وهذا أمر إيجابي لأنه متى فُعِّل بشكل موضوعي مثمر أدَّى إلى تلاقح الأفكار واتساع المدارك المعرفية في التقاء أكثر المدارس في الشعر في محطات نقاش مثمرة أشبه بمحاضرات أكاديمية قيّمة يسديها البعض للبعض بشكل متبادل عبر محطات حواراتهم التي تمثل صورة مثالية لحضور «الساحة الشعبية» في المشهد الثقافي السعودي، ولكن بعيداً عن «الازدواجية» التي فضحت وتفضح أمر (بعض) من يكيلون بمكيالين بين وشاح المثالية الذي يستعيرونه من خارج نطاق طبعهم - كتطبّعُ - لا يلبث أن يزول وبين «شخصنتهم» للأمور وتفسيرهم لنوايا الآخرين وحربهم للناجحين الذين تجاوزوهم بمراحل ولكن عبر أسماء مستعارة - مكشوفة - تعود على أصحابها بالندم قبل وبعد أن يصنّفوا في خانة الجبناء الذين ليس لهم موقف وكلمة واعتبار وشخصية واثقة في كل أبعاد جوانبها - المضيئة لو كانت!! كذلك في مواجهة الآخرين - والشيء بالشيء يذكر، فقد تزوج أحد الشعراء (زواج مسيار) وأظهر للزملاء أنه شجاع أمام زوجته الأولى - أم أولاده - ولكنّه أسرّ إليّ أنه يخشاها أكثر مما يحبها ولكنه (يتشيجع قدام ربعه ويقول أنا قد - هالخطوة - وقدود، ما خفت من الرجال أخاف من الحريم...!!) وبعد أيام كانت الأخبار قد وصلت إلى زوجته الأولى بكل التفاصيل.. ربما من السائق أو الشغالة أو غير ذلك بعد أن علمت أن - زوجة المسيار الجديدة أجمل منها - فطلقها بأمر - الأولى - ولم أكن بحاجة لسؤاله عن سبب الشج الذي في وجهه كدافع - لتطليق الجديدة - وبما أن التلميح ينوب عن التصريح - والحر تكفيه الإشارة أقول للبعض في الساحة «اركدوا لا تفضحون أنفسكم وخلوها مستورة وإن كانكم تسبحون غيركم يغوص، والسلامة زينه من زواج المسيار...!!»
وقفة للشاعر الكبير زبن بن عمير رحمه الله:
لو إنَّا هينين لمن بغانا
سباع الأرض يمديهن كلنَّا