|
يكتسب الجنس الروائي اليوم أهميته ومشروعيته لما ينطوي عليه من قدرة على التفاعل مع مرجعه التاريخي.
وكتاب «نساء بلا أمهات» من تأليف سماهر الضامن الصادر عن النادي الأدبي بحائل يقدم دراسة عن الرواية النسائية السعودية.
وجـاء في مــقدمة الكتاب: أن التفكير أتى في موضوع هذه الدراسة (الوعي بالذات في الرواية النسائية السعودية) في مسعى لمقاربة هذا المنجز الروائي مقاربة تتلمس خصوصيته وتقف على أبرز سماته وموضوعاته واهتماماته وذلك من خلال تحليل خطابه ومحاولة الكشف عن مظاهر الوعي بالذات فيه وملامح تفاعله مع الخطاب النسوي ودلالات هذا التفاعل وأثره في تشكيل العالم الروائي لدى الذوات الأنثوية الكاتبة وتأثيره في رؤيتها لذاتها وعالمها وهو اختيار يضع في اعتباره ملاحظة المفارقة في وضعية المرأة السعودية التي تعايش اجتماع أشد أشكال المحافظة التقليدية مع أسرع بل وأشرس أنماط التغيير والتحديث المادي التي أعقبت الطفرة النفطية في السبعينيات وما تبعها من تحولات سياسية واقتصادية وثورات معلوماتية وفضاءات مفتوحة وعالم أصبح قرية كونية تتلاحق فيها التطورات وتتسارع عليها الأحداث حيث قذفت تلك التغيرات بإنسان هذه المنطقة في قلب عجلة التحديث المتسارعة فانقلبت أنماط الحياة والمعيشة دون أن تتمكن الأنساق الفكرية والثقافية من اللحاق بها حتى بدا المجتمع وكأنه يعيش الحاضر بعقل أعد للماضي حسب عبارة أنطونيو غرامشي.