أطلق البروفيسور فيليب كوتلر، الخبير البارز في مجال التسويق الاستراتيجي، نظريته الجديدة «التسويق 3.0»، خلال ملتقى «التدشين العالمي لنظرية التسويق 3.0 في فندق الفيصلية في الرياض، باستضافة هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية.
وقد ركّز الحدث على استراتيجيات التسويق في مرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية، وكانت هذه أول مرة يشارك فيها البروفيسور كوتلر شخصياً بملتقى يُقام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مجدي الصحاف، مدير التسويق في هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية: «يسرنا التعاون في تنظيم ملتقى التدشين العالمي للبروفيسور فيليب كوتلر, المؤتمر الذي يُعدُّ الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط، والذي سيساهم في دعم استراتيجيات ومفاهيم التسويق في المملكة العربية السعودية». وأشار الصحاف إلى أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات العالمية المتخصصة يدعم مفهوم تطوير العلاقات بين الهيئة والقطاع الخاص لتطوير القطاع الصناعي بالمملكة العربية السعودية والارتقاء بتنافسيته عالمياً وتفهم آثار الأزمة العالمية والاستفادة من تجارب ودراسات الخبراء والباحثين في هذا المجال؛ لتكون البداية من حيث انتهى الآخرون. وتأتي مشاركة الهيئة أيضاً ضمن برامجها التسويقية والتعريفية بالمدن الصناعية بالمملكة العربية السعودية وإبراز جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم الصناعة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وزيادة نسبته في الناتج المحلي.
ويُعدُّ ملتقى «التدشين العالمي لنظرية التسويق 3.0»، الذي نظمته شركة ثنك أوت للحلول التسويقية المتكاملة، الدورة التدريبية الوحيدة المعتمدة التي يديرها البروفيسور كوتلر في عام 2010.
نقلة نوعية في صناعة التسويق الاحترافي
من جانبه أبدى السيد محمود أبو جبارة، المدير العام لشركة ثنك أوت للحلول التسويقية المتكاملة، سروره بهذا التنظيم الذي يعدّ إضافة قيمة للمؤتمرات الناجحة التي تنظمها الشركة على المستويين المحلي والإقليمي, وأضاف أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات العالمية يُعتبر بمثابة الإنجاز الذي يُضاف إلى إنجازات الشركة في مجال التنظيم. وعن الحدث ذكر أنه نقلة نوعية في صناعة التسويق الاحترافي لمجتمعنا, وذلك من خلال نقل الخبرات العالمية في مجال التسويق والتعرُّف على الطرق الحديثة التي تساهم في تطوير الفكر التسويقي للمشاركين والمؤسسات المستفيدة. مشيراً إلى أن شركة ثنك أوت بصفتها الجهة المنظمة للملتقى تعمل على تهيئة أجواء النجاح والمواصلة في استقطاب مثل هذه الشخصيات العالمية التي تخدم المجتمع والمنطقة بشكل عام.
وأوضح البروفيسور كوتلر الأسباب التي دفعته إلى صياغة نظريته الجديدة «التسويق 3.0» قائلاً: «لقد خلفت الأزمة العالمية التي شهدناها خلال عامي 2008 و2009 حالة من عدم الاستقرار سادت العالم بأسره؛ وذلك نظراً إلى السرعة الكبيرة لتداعياتها التي لم ينج أحد منها. ولم تكن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنأى عن ذلك؛ حيث تعرضت لتأثيرات مماثلة لتلك التي شهدتها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية».
إستراتيجيات جديدة للتعافي من الأزمة
وأضاف كوتلر: «تتطلع الشركات في المنطقة الآن إلى اعتماد استراتيجيات وآليات جديدة لمساعدتها في التعافي من الأزمة. ويتمثل الهدف من هذا الملتقى في توضيح ومناقشة وتعلم آليات تسويق جديدة، والتعرف على أفكار وأبحاث خبراء القطاع الذين يمتلكون خبرة غنية تمتد عقوداً».
يُذكر أن كوتلر هو أستاذ التسويق العالمي البارز في معهد «جيه إل كيلوج» للإدارة بجامعة «نورث وسترن». وإلى جانب التدريس والتأليف يعمل كوتلر خبير تسويق واستشارياً لدى نخبة من أهم وأكبر الشركات الأمريكية.
ومن أبرز مؤلفات البروفيسور كوتلر: «إدارة التسويق: التطبيق والتخطيط والتنفيذ والتحكم»، الذي نشر للمرة الأولى في عام 1967، وأعيد إصداره مراراً، وهو الآن في نسخته الـ 13. ولا يزال هذا الكتاب المنهج الرئيسي لتدريس مساقات التسويق في مختلف برامج ماجستير إدارة الأعمال. كما ألّف البروفيسور كوتلر ما يزيد على 40 كتاباً، حصدت نجاحاً كبيراً، إضافة إلى ما يزيد على 100 مقال نُشرت في أبرز الصحف.
هذه الندوة كانت برعاية مجموعة ابن لادن وشركة خالد الجفالي وشركة زينل وشركة العيسى وشركة يونيليفر وشركة بندة وجامعة اليمامة بوصفها راعياً أكاديمياً والشريك التسويقي شركة اند كونسيومر، وقناة العربية وقنوات المئوية (ميسان) هي الرعاة الإعلانيون لهذا الحدث.
البنية التحتية لاستيعاب المشاريع الصناعية
وتشرف هيئة المدن الصناعية حالياً على 20 مدينة صناعية قائمة في مختلف مناطق المملكة (الرياض 1، 2، جدة 1، 2، الدمام 1، 2، مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، الأحساء، عسير، الجوف، تبوك، حائل، نجران، جيزان، الخرج، عرعر، إضافة إلى مدينة سدير للصناعة والأعمال، ومجمع رابغ للصناعات التحويلية). وتعتبر المدن الصناعية البنية التحتية لاستيعاب المشاريع الصناعية التي أسهمت في استيعاب 3000 مشروع صناعي تمثل 60 % من مصانع السعودية، تزيد استثماراتها على 250 مليار ريال، وتستقبل الهيئة طلبات الحصول على الأراضي إلكترونياً عبر الموقع www.modon.gov.sa حيث تتوافر بالهيئة مساحات للمشاريع الصناعية والاستخدامات السكنية والأنشطة التجارية والمعارض التسويقية ومركز الخدمات والمرافق العامة التي تقدم خدماتها بأسعار تشجيعية؛ ما يقدم خيارات متعددة لجميع رجال الأعمال المحليين والخليجيين والأجانب والاستثمار في مختلف الفرص المتاحة سواء الصناعية أو السكنية أو التجارية أو الخدمية.