الأخطاء الصغيرة تغيّب الأعمال الكبيرة، إذ تكاد الممارسات الخاطئة التي ترتكب في موسم الحج من قبل العاملين في هذه الخدمة المقدسة سواء من داخل المملكة أو من خارجها؛ أخطاء صغيرة يدفع ثمنها ضيوف الرحمن تغيّب الأعمال الكبيرة التي أنجزتها حكومة المملكة العربية السعودية، التي جعلت من تأدية فريضة الحج رحلة مريحة يتسابق عليها المقتدرون وغير المقتدرين.. فلم تعدُ المعاناة تعيق الكبار والصغار وحتى الذين يعانون من عجز صحي أو مادي، فالكل قادر على أداء الفريضة وفق الإمكانات التي يمتلكها.
مليارات الريالات التي بذلتها الدولة بسخاء، وتفرغ آلاف الرجال لتنفيذ البرامج وخطط الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتفرغ معظم أجهزة الدولة في موسم الحج لهذه المهمة المقدسة التي تستهدف قيادة المملكة وأهلها منها مرضاة الله وكسب الثواب من الخالق.
كل هذه الجهود والنوايا الصادقة من كل السعوديين قيادةً وشعباً يضعفها ويلغيها خطأ صغير يقترف من خارج الوطن، لأن الجهات والأفراد الموكل إليهم تهيئة الحجاج والإشراف على إرسالهم إلى الأراضي المقدسة، فيأتي هؤلاء الحجيج وهم غير مهيئين لتأدية هذه الفريضة والسمو بها عن المصالح الدنيوية الضيقة والتي يقدمها البعض، منها للأسف الشديد على ما يجب الالتزام به في تأدية الفروض الشرعية فيحصل التخلف من العودة لبلادهم بقصد الحصول على فرص عمل غير شرعية، ويتركون محلات الإقامة المفروض تأمنيها لهم فيفترشون الطرق وأروقة الحرم مضايقين المصلين.
أما في الداخل فالأخطاء المرتكبة من قبل أصحاب الحملات كثيرة.. منها المخالفات التي تورط ضيوف الرحمن وتحرمهم من الخدمات التي دفعوا من أجل الحصول عليها مبالغ.. ومبالغ كبيرة. كما أن بعض المكلفين بخدمة الحجاج يهملون الأعمال التي كلفوا بإنجازها، كالذي حصل لحجاج من الجنسية الهندية والذين قضوا أكثر من أربع ساعات وهم داخل الطائرة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة وهم ينتظرون السماح لهم بالنزول من الطائرة!.
أخطاء صغيرة، وإهمال غير مسؤول يضعف ما يقدم وما يعمل من أجل تأدية خدمة ومهمة مقدسة الجميع يسعى لتأديتها تشريفاً وتقرباً للخالق، فيأتي مهمل ليلغي كل هذا!!.
* * *
