الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين عام مدينة الرياض هو في الواقع أشبه ما يكون بعمل وإنتاج، نستمتع بمواصلته واستمراره ونسعد كل مرة بجديده، ولا أعتقد أن سكان الرياض يمكن أن يتفقوا على شيء أكثر من اتفاقهم بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم وتفرق أحيائهم على أن أمانة مدينة الرياض في عهد هذا الرجل مختلفة جدا وفي كل شيء عن أمانات الرياض السابقات، والدليل ما تراه العين من إنجاز.
لا أجدني مضطرا للحلف أو القسم بأن ليس لي مصلحة أو مطلب من أمانة مدينة الرياض بأكثر مما لكل مواطن، لكن الحق أحق أن يقال، وليس دور الكاتب أن ينتقد ويبحث فقط عن السلبيات وكأن لا إيجابيات تتم، بل أجد أن الواجب الأهم لكل من يستشعر حب الوطن أن يظهر ما يرى أنه علامات صحة وعافية نحو التقدم والتطور في الإنجاز والتنفيذ، خاصة وأن هناك من القضايا المحبطة التي تكررت الكتابة عنها دون أن نجد أذنا تسمع، ومن يدري فلعل المديح المستحق يغيظ ويؤثر في جهات خدمية أخرى اعتادت النقد حتى تشبعت به وأصبحت غير قادرة على الاستغناء عنه، وسيكون من الرائع فعلا أن تتنافس الجهات الحكومية على رضاء المواطن.
لقد شهدت الرياض في عهد أمينها الأمين نقلة نوعية في التنظيم الإداري الذي استعان بالتقنية الحديثة، حتى صار التعامل مع البلديات الفرعية يتم بواسطة أسهل الطرق وأرقاها تطورا، بالإضافة إلى إعادة تخطيط ورسم وتشجير الميادين وشوارع الأحياء ورصف الأرصفة ونشر الإنارة بالشكل الجميل الذي يليق بعاصمة أقدس بلاد الأرض، وكل هذا وإن كان إنجازا يستحق الثناء، إلا أن استشعار المسئولية والإحساس بقيمة العمل، هو الذي لا يمكن تحقيقه إلا بإدارة حكيمة وواعية، ذلك أن العلاقة بين المواطن والجهة الخدمية، هي المحك الحقيقي الذي من خلاله نستطيع أن نعرف مدى حسن وسلامة الأداء، بما يعطيه من عمق وجداني في العلاقة، لتتفاعل وتتكامل الجهتين الخادمة والمخدومة في التقدم والتطور نحو الأفضل والأحسن، وعلى سبيل المثال، فقد اتصل أحد الأحبة بشركة الكهرباء للإبلاغ عن عطل في أحد مصابيح الإضاءة في الحي، وبشكل سريع ورائع تم تلقي البلاغ الهاتفي من قبل شركة الكهرباء، وأفيد المتصل بأن عليه مخاطبة البلدية الفرعية مع تزويده بالرقم الهاتفي، وفعلا تم الاتصال بالبلدية الفرعية التي سارعت في التقاط البلاغ وتم إرسال رسالة عبر الهاتف المحمول إلى المبلغ تشكره على بلاغه وتفيده برقم التبليغ وتاريخه وتعده بإصلاح العطل بأسرع وقت.
وإذا كان تعطل مصباح إضاءه في أحد شوارع حي من الأحياء لا يمثل مشكلة حقيقية وبقاءه معطلا لبعض الوقت أو إصلاحه فورا لن يسبب أضرارا أو منفعة ذات أهمية تذكر، إلا أن القيمة الحقيقية تكمن في سهولة الاتصال وسرعة التجاوب وحسن التلقي وجودة العمل مهما كانت أهميته أو عدمها، وهي خدمة قل أن تجدها حتى لدى أكثر البلدان تقدما ورقيا، وتنكشف قيمة وروعة هذا العمل فيما لو افترضنا أن البلاغ كان عن حفرة أو تشقق في الأسفلت أو مطبا صناعيا عشوائيا أو حتى تراكم نفايات بناء أو غيره ثم كانت الاستجابة بهذه السرعة وبهذه الروح العملية وبهذا الحس الراقي، فإن هذا يعني أن جميع المواطنين سيصبحون جزءا من هذه البلديات وفي خدمتها دون مقابل سوى سهولة الاتصال وحسن الاستجابة، وهو ما سوف يوصلنا في النهاية إلى خلق مجتمع حضاري ومتقدم، من خلال أجهزة خدمية فاعلة ومواطنين فاعلين ومتفاعلين، وكل هذا وذاك في النهاية يصب في مصلحة الوطن، وخاصة متى أصبح التنافس على رضاء المواطن هو حلبة الصراع بين الأجهزة الحكومية والخدمية، وصارت الكتابات الصحافية بقدر ما تنتقد وتبرز السلبيات, تقدر وتبرز أيضا جهود المخلصين وتثني على حسن تعاملهم وسرعة تجاوبهم، وشركة الكهرباء بالرياض وأمانة مدينة الرياض بحق تستحقان الثناء والشكر والتقدير.