كعادتها تحاول الجمهورية (الكسروية) فرض وصايتها (القسرية) على المنطقة العربية دون أن تستأذن أحداً لتسهم وبشكل فعَّال في-إشعال فتيل (الحرب) هنا وهناك، وها هو نجاد يدير ظهره مرة أخرى - وببرود شديد - لكل المشاكل التي تغرق فيها بلاده..
..ليقوم بدس أنفه في الشؤون الداخلية للدول العربية التي لا تربط إيران بها أي علاقات (منطقية) سوى (تعطُّش) الدولة الفارسية للسيطرة على المنطقة.. وذلك بتجنيد المزيد من العملاء كما حدث في «البحرين واليمن ومصر ولبنان.. وغيرها من الدول» لإثارة البلبلة كلما احتاجت إيران للفت الأنظار عند وقوعها في أي مأزق محلي أو دولي!.
خطاب نجاد الذي ألقاه في قصر بعبدا بلبنان مؤشر واضح ودليل (حي) على أن هدف نجاد من هذه الزيارة هو إهانة العرب.. وإلا ما الذي دعا نجاد (المسلم) الذي يصلي يقرأ القرآن (بالعربية) أن يلقي خطابه باللغة الفارسية التي لا يفهمها سوى الإيرانيين فقط؟!، أم أن فارسية نجاد ستجبره على تلاوة القرآن باللغة الفارسية أيضاً؟!، وستحوِّل العالم إلى قرى ومحافظات فارسية صغيرة!.
لا يشك أي رجل لديه أدنى أبجديات السياسة في أن حزب الله في لبنان عبارة عن قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت كمفاعل (بوشهر) في ظل الولاء (المطلق) الذي يبديه هذا الحزب للجمهورية الإيرانية، ولعل التجاوزات والاعتداءات التي قام بها حزب الله في وقت سابق قريب - في بيروت - من الإخلال بالأمن وتعطيل وتخريب عدد من المصالح اللبنانية العامة والخاصة لهو مؤشر (حي) على النوايا (السلبية) التي يضمرها هذا الحزب للبنان وأهله.. وإلى جميع الدول المجاورة، وإلا فالأعراف الدولية والتشريعية تمنع.. بل وتجرم وجود أي مليشيا مسلحة تتلقى الأوامر من الخارج.. لكن الإرادة الإيرانية فاقت جميع الاعتبارات والأعراف لتكون هي المسيطرة على السطح.
إذا كانت إيران قد نجحت في فرض هيمنتها الكاملة على جنوب لبنان، فإن الدول المجاورة لن تقبل بهذه الوصاية (غير المبررة) خصوصاً أن من يمسك بزمام السلطة في إيران أشخاص مرغوب فيهم من قِبل الشعب ولهم أهداف سياسية ودينية تغلفها (التقية).. فهذه الحكومة الثورية تتعامل مع كل شيء وفق ما تمليه عليها (ولاية الفقيه)، فبالأمس القريب أشعلوا نار الحرب في اليمن عن طريق عملائهم الحوثيين والآن يمارس دورهم السلبي في لبنان لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، ليكمل نجاد حفلته التهريجية في جنوب لبنان وليتأكد بنفسه من الجاهزية العسكرية لحزب الله!؛ وهو يردد: (ما يهمني هو الاستقرار في لبنان؟!)... ولم أجد أبلغ من وصف عضو كتلة المستقبل عماري حوري لكلام الرئيس الإيراني (بأن كلام نجاد في النهار يمحوه الليل..؟!).