حصلت (الجزيرة) على نسخة من قرار لجنة النظر في مخالفات نظام حماية حقوق المؤلف والذي اعتمد من رئيس وأربعة أعضاء، وها نحن ننشر مقتطفات من القرار، حيث تتمثل وقائع هذه القضية كما ورد في خطاب الإدارة العامة لحقوق المؤلف المتضمن الدعوى المقدمة بتاريخ 13-9-1417هـ، من عامر الحمود ضد كل من الممثل ناصر القصبي، والممثل عبدالله السدحان، بدعوى قيام شركة الهدف بإنتاج وتوزيع مسلسل (طاش ما طاش) ابتداء من الجزء الرابع وحتى الجزء السادس عشر، دون أخذ موافقة الحمود الخطية، أو تنازله كشريك ثالث لهما في فكرة وإنتاج هذا المسلسل في جزأيه الأول والثاني.

وأنه تقدم بتاريخ 20-4-1414ه مع المدعى عليهما (القصبي والسدحان) بطلب مشترك إلى معالي الوزير على ورقة بيضاء لا تحمل اسم أي مؤسسة إنتاجية، يعرضون فيه تقديم عمل فني كوميدي يقدم في شهر رمضان لعام 1414ه يتكون من (30) ثلاثين حلقة، مدة كل حلقة (20) عشرون دقيقة، ولم يذكر في الطلب اسم العمل، وأنهم سيناقشون من خلال هذا العمل العديد من القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي، وطلبوا دعم معاليه وتعميدهم من خلال اللائحة المعمول بها لدى الوزارة متحملين كامل المسؤولية من الناحية الرقابية والفنية، وتمت موافقة معاليه على الارتباط لتنفيذ العمل ووجهت الوزارة باسمه بصفته مدير مؤسسة ليالي للإنتاج والتوزيع الفني خطابا باعتماد البدء في إنتاج الجزء الأول من المسلسل، وتم إبرام العقد بين الوزارة وبين مؤسسة ليالي للإنتاج الفني بالرياض، ويمثلها السيد عامر الحمود، بتاريخ 2-11-1414ه لإنتاج المؤسسة لمسلسل كوميدي متميز لشهر رمضان لعام 1414ه بعنوان (طاش ما طاش)، والمبلغ له بموجب خطاب الوزارة الذي نص فيه أيضا على مسمى المسلسل الكوميدي ب(طاش ما طاش).

وبعد النجاح الذي تحقق للعمل، تقدمت المؤسسة بتاريخ 24-5-1415هـ بخطاب مشترك بينه وبين المدعى عليهما لمعالي الوزير بطلب إنتاج الجزء الثاني من مسلسل (طاش ما طاش) وتمت موافقة معاليه لتنفيذ العمل ووجهت الوزارة باسمه بصفته مدير مؤسسة ليالي للإنتاج والتوزيع الفني خطاب باعتماد إنتاج الجزء الثاني من المسلسل، وتم إبرام العقد بين الوزارة وبين مؤسسة ليالي للإنتاج الفني بالرياض، ويمثلها السيد عامر الحمود، بتاريخ 7-1-1416هـ لإنتاج المؤسسة للمسلسل المحلي: طاش ما طاش الجزء الثاني، والمبلغ له بموجب خطاب الوزارة رقم 32 وتاريخ 9-1-1416هـ ونص فيه على اسم المسلسل، وأن العقد مبرم معه كمدير المؤسسة المنتجة.

وأن دوره لم يكن قاصراً على أن يكون مخرجاً للبرنامج فقط؛ بل كان شريكاً مع المدعى عليهما في الفكرة والتخطيط والتنفيذ، وفي تقاضي نصيبه من صافي أرباح هذا العمل وبنسبة الثلث مثل ما يتقاضاه كل من المدعى عليهما، بالإضافة إلى ما يتقاضاه كل من الثلاثة كأجور لقاء التمثيل، أو الإخراج، أو إعداد النصوص، كل حسب ما قام من عمل، وبموجب شيكات صادرة من مؤسسة ليالي للإنتاج والتوزيع الفني، وأنه قام بأخذ تسهيلات بنكية لتمويل إنتاج المسلسل في جزأيه الأول والثاني باسم مؤسسة ليالي.

وأنه لظروف خاصة به حالت بينه وبين الإسهام في أعمال الجزء الثالث من المسلسل، وحرصاً منه على عدم تعطيل إنتاج ذلك الجزء حرر خطاباً بتاريخ 4-3-1416هـ الموافق 31-7-1995م، للمدعى عليهما، يقر بموجبه تنازله عن مسلسل (طاش ما طاش - الجزء الثالث) كأحد المشاركين في التأليف والإخراج وكذلك نيابة عن مؤسسة ليالي تتنازل لهما عن إنتاج العمل لصالح مؤسسة الهدف.

وبعد الاطلاع على كافة الأوراق المتعلقة بهذه القضية، والمتضمن التحقيق مع المدعى عليهما، (عبدالله السدحان، وناصر القصبي)، وبمناقشتهما بشأن هذه الدعوى المرفوعة ضدهما أفادا في محضر التحقيق معهما بأن إدعاء المخرج عامر الحمود غير صحيح ولا يقوم على أساس، ولا يعضده سند شرعي أو قانوني، ولا بينة عليه، وأنه دور كان مجرد مخرج للعمل واستوفى حقوقه المالية عما قام به من أعمال إخراج الحلقتين الأولى والثانية، وتم استبدال المخرج بمخرج آخر وقد يستبدل الآخر بثالث، وأنه ليس له حق الشراكة لهما لا من الناحية الشرعية ولا القانونية، وأن الدليل الذي يملكونه على ملكيتهما للاسم هو شهادة العلامة التجارية، وأن مسمى (طاش ما طاش) لعبة شعبية ازدهرت في الثمانيات الهجرية، وانقرضت مع الطفرة في التسعينيات، والمخرج عامر الحمود لم يسكن في المملكة إلا منذ عام 1405 - 1406هـ في الوقت الذي انقرضت فيه هذه اللعبة، وأن التلفزيون السعودي هو المنتج لهذا المسلسل وهو مالك حقوق الإنتاج، وأنهما كأشخاص يقومان بدور الممثلين والمنفذين لهذا العمل، والعمل اسمه طاش5، وطاش6 ...إلخ، رغم أن مسمى (طاش ما طاش) كعلامة تجارية مملوكة لهما دون شريك، وأن المدعي لو كان ما يدعيه صحيحاً لكان هو من يملك هذه العلامة التي حددت الدولة مدة تسعين يوماً قبل إعطائهما شهادة ملكية هذه العلامة الاعتراض عليه ولم يعترض، وأن دعوى المدعي كيدية لإحباط النجاح الكبير لهذا المسلسل والذي يحمل اسم المملكة وتلفزيونها ويعتبر عامل جذب واهتمام المشاهدين العرب، وبالتالي هو ملك لهذا الوطن.

وأكد المدعى عليه المواطن عبدالله السدحان، أن فكرة برنامج طاش ما طاش هي له شخصياً، وتم تمويل العمل من قِبله وقِبل ناصر القصبي، بما يملكانه من سيولة ساعدت على استئجار المعدات والأجهزة، وأن عامر الحمود لم يكن لديه السيولة في ذلك الوقت وتم تغطية مصاريف الإنتاج من قِبلهما الاثنين فقط إلى أن تتوفر السيولة لدى عامر الحمود، وعندما تم صرف المستحقات من قِبل الوزارة تمت تصفية حقوق الآخرين.

كذلك اطلعت اللجنة على مذكرة المحامي بالوكالة عن المدعى عليهما بتاريخ 9-1-1424هـ والمتضمنة بأن مسمى المسلسل (طاش ما طاش) ليس اسماً مبتكراً من قِبل المدعي، ثم إن العمل في السنوات اللاحقة لعام 1416هـ أصبح يتم لحساب التلفزيون السعودي وبناءً على طلبه ولحسابه، وأن الطلب موجّه من التلفزيون السعودي للمدعى عليهما فقط، وتم إبرام عقود متتالية وصل عددها إلى تسعة عقود بأسماء مختلفة ومضمون مختلف، وقد أقر المدعي بتنازله لصالح مؤسسة الهدف والإقرار سيد الأدلة فلا يقبل ادعاؤه الشراكة بعد ذلك، وأن الأفكار والعروض والمسميات ومادة الحوار اختلفت تماماً بعد انتهاء الجزء الثاني.

وبعد دراسة جميع أوراق ومستندات هذه القضية، وقد قررت اللجنة توقيع عقوبة الغرامة بحق كل من عامر الحمود وناصر القصبي وعبدالله السدحان، بمبلغ خمسة آلاف ريال (لكل واحد)، لمخالفتهم للأنظمة والتعليمات، وثبوت حق المدعي المخرج عامر الحمود، منفرداً دون المدعى عليهما، في مسمى المسلسل الكوميدي (طاش ما طاش)، لتعاقد الوزارة عليه باسمه وباسم مؤسسته.

كما شمل القرار إلزام المدعى عليهما بدفع مبلغ وقدره (1.300.000) مليون وثلاثمائة ألف ريال، تعويضاً للحق الخاص لصالح المدعي المواطن عامر الحمود، لاستغلال اسم المسلسل لصالحهما دون أخذ موافقة خطية من صاحبه الصادر له الإذن الرسمي باسمه وباسم مؤسسته، عن جميع الأجزاء اعتباراً من الجزء الرابع وحتى الجزء السادس عشر، بمعدل (100.000) مائة ألف ريال عن كل جزء، وأخذ التعهد على المدعي، والمدعى عليهما بعدم العودة لما بدر منهما، والالتزام بالأنظمة والتعليمات مستقبلاً، وعدم ثبوت حق المدعي في مطالبته بالثلث كشريك ثالث في إنتاج جميع أجزاء هذا المسلسل ابتداء من الجزء الرابع وحتى الجزء السادس عشر، لعدم وجود العقد والبيئة التي تثبت ذلك.

وجاء في الفقرة الثامنة من القرار بأخذ تعهد على ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، بعدم إنتاج المسلسل الكوميدي مستقبلاً بعد الجزء السادس عشر، باسم (طاش ما طاش) أو (طاش كذا)، واختيار اسم آخر لهما، لحفظ حقوق هذا المسمى (طاش ما طاش)، وكل ما يدل عليه باسم المدعي، إلا بعد أخذ الموافقة الخطية من صاحب الحق على ذلك.