مثلما التصقت القضية الفلسطينية بتاريخ العرب المعاصر يبدو أن فراخها من القضايا الأخرى ستُضاف كملحق لهذا التاريخ لتعذر إيجاد حلول لها، أو بالأصح لتعمد قوى إقليمية ودولية تخريب الحلول وجعل هذه القضايا المستحدثة تستنزف القوى العربية، ورهنها بمصالح تلك القوى الإقليمية والدولية.
فالحالة العراقية والوضع في لبنان أخرجا هذين القطرين العربيين من حسابات القوة العربية، بل التحليل الاستراتيجي يؤكد أنهما أصبحا ورقتَيْ ضغط لدى قوة إقليمية تستثمرهما لتوسيع مصالحها وتبني عليهما مساحات أخرى للتمدد.
لنُسمِّ الأشياء بأسمائها، فإيران أهدتها الولايات المتحدة الأمريكية العراق بعد احتلال هذا القطر العربي، وتركت الحدود مع إيران مفتوحة إهمالاً أو قصداً أو خطأ استراتيجياً؛ ما أتاح لإيران إرسال رجالها من مليشيات وأحزاب ترعرعت وتربت في إيران ليستولوا على السلطة بمساعدة أمريكا، هذا الوضع انعكس سلباً على لبنان وامتد إلى فلسطين؛ حيث إن الأصوات داخل لبنان ترى الانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية التي ظلت سبعة أشهر دون أن تُشكَّل لفرض مرشح إيران رئيساً للحكومة، ويتداول في لبنان أن الانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية سينعكس على الوضع في لبنان، ويمتد إلى فلسطين؛ لأن نجاح جماعة إيران في إحكام السيطرة على العراق يعطي قوة لجماعاتهم في لبنان وفلسطين، ويشجع من يريد إدخالها إلى رواق الجامعة العربية عبر مقترح الشراكة مع دول الجوار.. شراكة يمكن أن نسميها - إنْ كان مقترحوها صادقين - جواز مرور للتسليم بأطماع إيران.