(من دون صهيون بذتنا صهاينا) هذا شطر من قصيدة للمبدع خلف بن هذال وجدتني أردده وأنا أقرأ مانشرته عكاظ عن الفساد المالي الذي أقدم عليه الجني في المدينة.
القاضي الذي أقر بالتزوير قال إنه لم يرتكب هذه المخالفات بل إن ثمة جني فاسد ماليا استغله وسيّره وفق هواه.
طوال السنوات الماضية ثمة عمل جاد لملاحقة الفساد المالي والإداري لكننا اليوم أمام فساد ينتمي لأمة الثقلين الإنس والجان!!
ماذا لو سلمنا بحقيقة ماقاله القاضي المختطف من قبل مافيا الجن وأنه ضحية ولربما أقرت له جلسات قراءة طويلة حتى يخرج الجني ويعترف - كم من فاسد من البشر - سيتعاون مع مفسدي الجن ليرتكبوا أشنع الجرائم وقد تصل للقتل وكله على ظهر الجن!
وقد يظهر لدينا مشاريع تكافل لدفع ديات الجن وربما وصل الأمر إلى أن تنشأ جمعيات لتحديد الديات التي يدفعها الجني القاتل لذوي الآدمي المقتول.
كيف فاتت حكاية الجن على إسرائيل وهي تقتل الفلسطينين لم تستورد الجن من جزيرة العرب لكي تنفذ مخططاتها الإبادية وترمي الذنب على (شوية جنانوة تلبسوا بجنودها الضعوف) الأبرياء!؟
تفشي ثقافة الاتكال والتنصل من المسؤولية والإغراق في الغيبيات وعدم مواجهة الحقائق والالتفاف على مسميات الأشياء ستثمر تباعا عن مثل هذه الحكايات التي لا تكون إلا بين ظهرانينا من ساحرة تطير على متن مكنسة أو ساحر يختطف يد قاض وقع نيابة عنه على صكوك أراض وكشف الأرقام السرية لحسابات القاضي في البنوك وأودع الأموال.
أعترف أنني كلما كتبت كلمة القاضي تألمت لكننا لابد أن نقر ببشرية كل المهن وأن لا أحد معصوم إلا الأنبياء!! وأن ندرب أنفسنا على التخلص من تقديس البشر ومهنهم لأن لا أحد مقدس إلا الله سبحانه.