في البدء أؤكد أنني كنت من المؤيدين لقرار الإدارة الهلالية ببقاء جيريتس واستمراره في تدريب الفريق رغم إعلان تعاقده مع اتحاد الكرة المغربي مخالفاً بذلك رأي البعض ممن طالب بسرعة إنهاء العلاقة مع المدرب والتعاقد مع بديل يواصل المسيرة مع الفريق المكتمل عناصرياً والمهيأة له كل الظروف والإمكانيات لتحقيق الإنجازات. وكنت أتفق مع رأي الإدارة بأن التعاقد مع مدرب جديد يحمل مغامرة قابلة للنجاح مثلما هي قابلة للفشل، بينما جيريتس وعطفاً على ما قدمه الموسم الماضي هو الأقرب للنجاح من أي مدرب آخر ولا يحتاج لمزيد من الوقت لمعرفة اللاعبين أو لمعرفة طبيعة المنافسة محلياً وآسيوياً.
ولا أجد غضاضة في القول بأنني قد أخطأت في ذلك التقدير فقد ثبت على أرض الواقع أن قرار استمرار جيريتس كان خاطئاً وبشكل لا يقبل الجدل. فعمل المدرب اختلف كثيراً هذا الموسم عن عمله في الموسم الماضي. ولم يعد الهلال بذلك الفريق المنظم والمرعب الذي يؤدي فنياً بشكل يتناسب مع كوكبة النجوم الذين يعج بهم. ففي البطولة الآسيوية هذا الموسم لعب الهلال أربع مباريات خسر منها ثلاثاً..!! ومن فرق لا يمكن مقارنتها بالهلال إطلاقاً.. بل إن الهزيمة الرباعية من الغرافة كانت فضيحة تدريبية هلالية كبرى. وأنا هنا لا أقلل من شأن جيريتس وإمكانياته الفنية والتدريبية.
ولكن هذا المدرب للأسف لم يكن ملتزماً ولا مخلصاً في عمله ولم يحترم مبادئ مهنته عندما (خدع) الهلاليين بالتوقيع مع الاتحاد المغربي رغم ارتباطه بعقد مع الهلال مستمر لموسم آخر. وزاد على ذلك بأن واصل خداعه للهلاليين عندما قام ب(تهريب) مساعديه وأفراد طاقمه الفني والطبي للمغرب تحت حجج واهية منها وجود ظروف لديهم وغير ذلك.
وطبيعي أن مدرباً بذلك السلوك لن يكون عمله بعد توقيعه للاتحاد المغربي بمثل عمله قبل ذلك. فمستوى الهلال ونتائجه أثبتت ذلك. فالهلال هذا الموسم ليس هو ذلك الهلال المذهل والمدهش الموسم الماضي. لقد كان جل تفكير جيريتس منصب على المغرب فيما لا يحظى الهلال إلا بنزر يسير من الاهتمام.
الخلاصة أن الهلال في الآسيوية ذهب ضحية لمدرب غير مخلص ولقرار خاطئ باستمراره. وليذهب جيريتس للمغرب غير مأسوف عليه. مع احتفاظ الإدارة الهلالية بحقها في مقاضاته أمام الفيفا. بل ووجوب ذلك كأبسط حق للنادي وجماهيره التي حطم ذلك البلجيكي أحلامها عامداً متعمداً.