فيفا عروس الجبال التي تستحم بالغيم وترتدي ثوبها الأخضر الشفاف مكللة بالنرجس والريحان والبردقوش والكادي النفاد، فيفا فتاة الريح التي تنحدر رويداً رويداً بأقدامها البرونزية باتجاه السفوح على مدرجات صخر الجرانيت وعروق الكوارتز الصلدة البنفسجية التي تشبه مدرجات القصور إلى وادي الجوري ووادي ضمد الدائمة الجريان، هاهي إذن فيفا تخطو نحو السفوح وهي تحمل سلالاً مجدولة من أوراق شجر اللبخ مملوءة بفاكهة المانجو والتفاح والجوافة والفرسك والباباي، وتحمل في يدها جراراً من العسل لتسكبها باتجاه سكان السفوح، بينما ترتفع مطلاتها البهية حتى السماء هنالك إذن أعلى مطلاتها الباسقة كالوشر والسماع والعبسية، والخطم والفاحم ولثعه والفرع.
فيفا ال (18) جبلاً وال (18) قبيلة كريمة تهزج بخناجرها في شعفات الأعالي.
وفيفا أودية (الجوري)، ضمد التي يشتهر سكانها بالثقافة والشعر، فيفا آل عبيد بن أحمد وآل عطا بن أحمد التي تنضوي تحت عباءتها التاريخية كل قبائلنا العزيزة هناك.
فيفا المتاهة الخضراء تتدلى (من قنوف) البروق التي تهت في جمالها الأخاذ وأنا ابحث عن مركزها بحثاً عن صديق شمالي قديم هو عليوي القيظي، أو أضيع بين الجبال الصم بحثاً في بلاد بني مالك عن آل الكبيشي العظام بصحبة صديقي الرائع عقله بن سميان الذي تعلق هو الآخر بحب جيزان فأحبها وأحبته.
فيفا الصخرة الصماء ضد كل معتدٍ أثيم، فيفا الرجال الأباة الذين يحملون تحت جنبياتهم القلب الشجاع والموت الزؤام لمن يدنو من حماهم الحصين من أعداء الوطن والمتسللين.
تحية، فيفا، يا هامة الأرض الخضراء المتوّجة بالرياحين تحية لأهلك الكرام في كل حين.
تحية.. فيفا.. إلى اللقاء.. إلى اللقاء يا حبيبة الشعراء والوطن النبيل، تحية لكل عشبة أو ذرة رمل فيك أو ريحانة تعبق بالعطر كلما مستها الرياح لتهدي شذاها إلى الوطن، الروح.. وداعا عروس الجبال.