في منتصف الموسم الماضي كنت قد اقترحت على الإدارة الهلالية التعاقد مع مهاجم أجنبي (آسيوي) يكون بديلاً عن الكوري الجنوبي لي يونغ. حيث إن حاجة الهلال لمهاجم إلى جانب ياسر القحطاني تبدو ملحة أكثر من حاجته لظهير.
فياسر يعاني وحيداً في خط المقدمة الأزرق حيث يتعرض لحصار ومضايقات من المدافعين لا يتعرض لها أي مهاهجم آخر و تخرج في كثير من الأحيان عن حدود المنافسة الشريفة ومبادئ اللعب النظيف. فتبدأ بالمخاشنات وتعمد الإصابة في مناطق متعددة وحساسة إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير.
وكنت انطلق في ذلك الاقتراح من منطلقين الأول أن يستفيد المهاجم الجديد من انصراف المدافعين نحو ياسر فيقوم هو بدور الهداف وممارسة التسجيل بكل ارتياح ، أو أن يفك الحصار عن ياسر ويشغل المدافعين فيجد القناص فرصته مواتية لممارسة هوايته مع الشباك.
ولكن للأسف أن ذلك المقترح الذي شاركني فيه الكثير من النقاد والمحللين لم يجد أذناً صاغية من أصحاب القرار في البيت الأزرق، بل إن المدرب جيريتس عارض بشدة وحاول تخويف أصحاب الاقتراح بأنه إذا تم التعاقد مع مهاجم أجنبي فسيكون ياسر احتياطياً له لأنه لا يحتاج إلا لمهاجم واحد فقط...!!
واستمر الحال الهلالي على ما هو عليه هجومياً وأصبحت الفرق الأخرى قادرة على تحييد الهلال عن التسجيل من خلال القبض على ياسر وتكبيله دفاعياً بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، وأصبحت الإصابات تتعاظم وتتراكم على ياسر حتى بات غير قادر على السير في الملعب ومع ذلك يقف بكل شجاعة في المقدمة ويشارك في المباريات.
وعندما بات المدرب وصانع القرار الهلالي على قناعة متأخرة بضرورة وجود مهاجم تقليدي وكلاسيكي إلى جانب ياسر لتخفيف الضغط عليه وتفعيل الجانب التهديفي للفريق جرى بكل سرعة وارتجالية التعاقد مع مهاجمين لا يرتقيان لطموح الفريق ولا يتوافقان مع متطلبات المرحلة التي يمخر الزعيم عبابها محلياً وآسيوياً. حيث تم التعاقد مع وليد الجيزاني وفيصل الجمعان !! وقيل إن ذلك تم بتوصية فنية من المدرب جيريتس..!!
فحق للجميع أن يتساءل.. أين ذهبت قناعات المدرب بعدم الحاجة إلى مهاجم آخر بجانب ياسر..!!؟ وهل الجيزاني والجمعان هما الخياران المناسبان عندما أصبح المدرب على قناعة بوجود مهاجم آخر..!!؟
أعتقد أن العقد المغربي الذي وقعه جيريتس قد ساهم في إحداث تحول كبير في أسلوب تفكيره وطريقة عمله وجعله يسعى لإنهاء الفترة التي تربطه بالهلال كيفما اتفق.
هنا أتوقف عن الحديث بشأن جيريتس لأني أجزم أن المزيد من الحديث عنه سيقودنا في النهاية إلى القناعة بأن الخروج الهلالي من البطولة الآسيوية كان منتظراً وطبيعياً لأنه نتاج لتراكم أخطاء فنية وقصور تدريبي ساهم فيه جيريتس وصمتت عنه الإدارة بحجة أن المدرب هو صاحب الصلاحية والاختصاص.