كنت من الذين فرحوا كثيراً بحصول جامعة الملك سعود على مركز متقدم بعد عدد من المراكز المتأخرة التي منيت بها الجامعة في سباق التصنيفات الجامعية العالمية، التصنيف الذي أعدته مجلة (يو أس نيوز) احتلت الجامعة فيه الترتيب (222) بين أفضل جامعات العالم وكما هو واضح فقد حصلت الجامعة
على رقم مميز لو حصلت عليه إدارة المرور لسارعت لبيعه في مزاداتها للأرقام المميزة! بينما احتلت جامعة الملك فهد المركز (225)! ورغم أن تلك المراكز تبشر بأن جامعاتنا استطاعت أن تقول للمصنفين سواء من كانوا في الشرق أو الغرب (نحن هنا) فإن هذا المركز ليس طموحنا ولكنه أفضل بكثير من المراكز السابقة، والمصنفون يعتمدون على المواقع الإلكترونية والبيانات الرسمية التي تصلهم من الجامعات! كما أن المؤشرات لحصول أي جامعة للدخول في التصنيف كما ذكر في الخبر تشمل آراء المتخصصين الأكاديميين من الجامعات بحسب تخصصاتهم العلمية وأراء جهات التوظيف من خريجي الجامعات ونسبة الاستشهادات المرجعية العالمية للإنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة وتنوع جنسيات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات! هذه أبرز مقومات الدخول في التصنيف العالمي للجامعات! والحق ما شهد به (المصنفون)! ولنا أن نقول للجامعة بعد هذا المركز المتقدم (غزال) والنحس زال! وكنت أود أن يكون من ضمن اشتراطات التصنيف تقييم (المبنى) الجامعي بحيث يكون المبنى لائقاً ومقبولاً ومحققاً لأدنى مقومات المبنى الجامعي، لكن للأسف فلا الجامعة ولا المصنفون يضعون المبنى الجامعي ضمن أهم مقومات التعليم! وأعرف أن الكثيرين سوف يقولون إن مباني الجامعة بالقرب من الدرعية حديثة وهي من أفضل المباني قياساً إلى الكثير من الجامعات العالمية، وهذا صحيح ولكن ماذا عن مبنى الطالبات في عليشة! ماذا عن ذلك المبنى المتهالك والمتقادم بالعمر! ماذا عن معاناة الطالبات اليومية وهن في سباق القفز اليومي للأرصفة وتلافي (الصبات) الخرسانية في عرض يومي على فترتين أمام السائقين الأجانب الجاهزون للفرجة ! ماذا عن تكدس السيارات وأمواج الزحام أو الكثافة كما يلطفها متحدثو المرور في كل صباح! لقد شاهدت مجموعة من الطالبات وهن يمشين على الرصيف الأوسط والذي يقع أمام البوابة رقم (4) الرصيف لا يتجاوز عرضة ثلاثين أو أربعين (سنتيمتر)! فقلت في نفسي بالتأكيد أن الجامعة طبقت منهج الرياضة البدنية وتلك الطالبات يتدربن على رياضة المشي فوق الحبال! من وضعوا التصنيف لو شاهدوا الطالبات يقفن في الحر الشديد وظهورهن لجدران ساخنة يعانين من الانتظار وقوفاً، لطالبوا الجامعة باحترام إنسانية تلك الطالبات وقلة حيلتهن وطالبوا الجامعة بمظلات ومقاعد تمتد على طول أماكن الانتظار! الجامعة لا يمكن الاستهانة بما تقدم ولكن وضع المبنى في عليشة وطريق التعامل مع الطالبات خارج المبنى يحتاج إلى إعادة تقييم من مسؤولي الجامعة، ومن يدري لعل ذلك يزيد في تقييم الجامعة في المستقبل لتحصل على مركز أكثر تقدماً وهذا ما نتمناه!