المرأة في المجتمعات كافة تُعدُّ أحد أهم عناصر تقدمه وتطوره، وفي وطننا الغالي أثبتت المرأة السعودية كفاءتها ونجاحها في مختلف الميادين بعد أن أتيحت لها الفرصة، فلدينا -ولله الحمد- كوادر وطنية نسائية تفوق في إمكاناتها ومقدراتها الرجال وأثبتن ذلك عملياً. ولعل ما دفعني للكتابة عن هذا الأمر ما تابعته خلال الأسبوع الماضي من خلال وسائل الإعلام عن فعاليات شابات الأعمال التي أقيمت في محافظة جدة، ومن خلالها برزت العديد من المواهب والقدرات لمجموعة من الفتيات واللاتي لم يحالفهن الحظ في الحصول على وظائف فاتجهن إلى البحث عن أعمال تجارية صغيرة من أفكارهن. للأسف الشديد، لا زالت ثقافة مجتمعنا مرتبطة بأن عمل المرأة فقط محصور في التعليم عدا ذلك فهو محل نظر وغير محبذ به. وتلك النظرة القاصرة يجب أن تنتهي، حيث إننا نعيش في عصر متغير متجدد، برزت فيه التقنية بشكل كبير والتي خلقت وبشكل كبير فرص عمل كبيرة للنساء حتى وهن في منازلهن. الأسبوع الماضي وصلني بريد إليكتروني من مركز نسائي متخصص بالتدريب والتوظيف وتقديم خدمات أخرى لشريحة الإناث فقط، وهو مشروع يقوم على أساس الشراكة مع الآخرين في أن يكون حلقة وصل بين العناصر الثلاثة المنشآت التدريبية، قادة التدريب، المتدربات، ويسعى لنشر ثقافة التدريب في المجتمع، وهو يدار بكادر نسائي بالكامل ومهمته الرئيسة هي المساعدة على إيجاد برامج تدريبية للنساء تؤهلهن للحصول على وظائف، وكذلك يقدم خدمة البحث عن وظائف للباحثات عنها. المركز هو بمسمى «مشروع قيادات الوطن»، وشدني اسمه، فوجود قيادات نسائية وطنية هو المطلوب في المرحلة القادمة. ولعل ما شدني أكثر هو الخصوصية التي يوفرها المشروع للراغبات في التدريب أو البحث عن وظيفة، فلا خوف من معلومات الفتاة، حيث إن القائمات على المشروع من العنصر النسائي والمعلومات الشخصية لا يطلع عليها سوى القائمين على المشروع. مشروع قيادات الوطن في نظري يُعدّ أنموذجاً يحتذى به، وهو يؤكد ما ذكرته في المقدمة من أن لدينا طاقات وكفاءات نسائية غير مستغلة، وهي مبدعة وسوف تبدع أكثر متى ما أتيحت لها الفرصة.
