خدمة ضيوف الرحمن وتقديم كل ما يساعد الحجاج على تأدية فريضة الركن الخامس، هو واجب كل فرد في هذه البلاد المقدسة.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو المثال الأول، والأسوة الطيبة التي يتمثل بها السعوديون وهم يرون قائدهم يقرن اسمه بلقب خادم الحرمين الشريفين تأكيداً على إعطائه الأهمية الأولى لخدمة المقدسات الإسلامية وقاصديها من حجاج ومعتمرين، ولذلك فإن السعوديين جميعاً يضعون مهمة خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة المهام التي يخلصون في أدائها ليس لأنها واجب يؤدونه، بل لأنها عمل يتقربون به إلى الخالق. هذا الالتزام السعودي لم يكن وليد اليوم؛ إذ إن المملكة العربية السعودية ومنذ أكرم الله قادتها وأهلها وجعل خدمة الحرمين الشريفين وقاصديها تشريفاً خاصاً بهم جعلت هذه المهمة المقدسة تتقدم على كل ما غيرها من المهام، وهذا ما جعل مواسم الحج تتفوق في إنجازاتها وما تحققه من خدمات لضيوف الرحمن عاماً بعد عام. هذا الالتزام الديني والمبدئي والبنيوي السعودي الذي يضيف كل موسم حج إضافة بنيوية عالية مما حقق إنجازاً تراكمياً ووضع بناء حضارياً يبرز عمل المخلصين.
هذه الجهود وما تفعله المملكة قيادة وشعباً لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن يفترض أن تقابل بتفاعل روحي وإنساني يؤكد روحية السلوك الإنساني للمسلم الذي لابد وأن يستذكر أقوال الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، (رحم الله امرئاً عمل عملاً فأتقنه) وهل هناك أفضل من إتقان تأدية فريضة الحج. إذن فإن المطلوب من ضيوف الرحمن أن يستفيدوا أكثر مما وفرته المملكة من خدمات لتسهيل تأدية فريضتهم؛ ومن هذه الاستفادة الالتزام بما وضعته من ضوابط وتوجيهات وضعت أصلاً لحمايتهم صحياً، وتوفير الأمن الشخصي لهم ولحمايتهم من الأذى لنجعل من الحج عبادة وسلوكاً حضارياً، والعبادة أن نتضرع لتأدية مناسك الحج دون الانشغال بالقضايا الدنيوية والسياسية، والسلوك الحضاري أن نلتزم بالضوابط ونستجيب للتوجيهات ونعمل بها لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمان والحماية.