اذا كان المدرب (فوساتي) هو من يتحمل مسؤولية خروج الشباب من البطولة الآسيوية ففي الهلال اللاعبون هم من خذل حشود الجماهير وضيع حلم الرئيس الباذل الأمير الكريم المعطاء عبدالرحمن بن مساعد..
عن مستوى اللاعبين وعن مخرجات الاحتراف وسوء تطبيقه نجد في السنوات الخمس الأخيرة أن الكرة السعودية (أندية ومنتخبات) ظلت حاضرة وتنافس بقوة على سائر البطولات الخليجية والعربية والآسيوية، ومع هذا، وبسبب معاناتها من (فوبيا) النهائيات وشبح المباريات الحاسمة، لم تحرز طيلة هذه المدة أية بطولة خارجية باستثناء بطولة الخليج قبل ثلاث سنوات التي حققها الأهلي أمام النصر السعودي بعد منع القادسية الكويتي المتأهل للدور نصف النهائي من اللعب نتيجة تعليق أنشطة اتحاد الكرة الكويتي بقرار من الاتحاد الدولي؛ الأمر الذي يؤكد أن لدينا معضلة حقيقية في تكوين وشخصية وثقافة اللاعب السعودي, وأن الاحتراف أعطاه المال الوفير والشهرة الواسعة، لكنه في المقابل ولغياب الظروف والأجواء الاحترافية المنضبطة سلب منه روح العطاء وقوة الانتماء فأصبح كما وصفه الدكتور تركي العواد هشاً سهل التأثر بما يجري حوله، وقابل للسقوط والانكسار في المواجهات المصيرية الحساسة الحاسمة..
الاحتراف نظام والتزام واحترام ومتى ما تحول إلى هبات تحركها الأهواء ومكافآت تتحكم بها الأمزجة فبالتأكيد سيكون ضرره على الكرة السعودية أكثر من نفعه..
بأثر رجعي
لا مشكلة في أن نمارس الفرح والاحتفاء وأن نسمح لعواطفنا بأن تنسى النكد والنقد وجلد الذات وتتفرغ لتسعد وتبتهج ساعة الانتصار, وإنما المشكلة في طريقة تعاملنا مع الهزيمة، وهذه من أسباب عدم استفادتنا من الدروس؛ وبالتالي عجزنا عن إيجاد الحلول للمستقبل..
في الهلال بعد خسارته الموجعة أمام ذوبهان الإيراني، وفي أحداث سابقة مع الهلال نفسه وغيره من الأندية وكذلك المنتخبات الوطنية، القضية ليست في حدة النقد ولا في توقيته، وإنما في القراءة والتناول والتحليل بأثر رجعي, فعلى سبيل المثال ليس مجدياً للهلال الحديث عن خطأ استمرار جيرتس وهو قرار تم اتخاذه قبل أشهر في الوقت الذي من المفترض أن يوجه فيه النقد للأخطاء التي وقع فيها أثناء المباراة إن وجدت, والوضع ذاته يسري على أخطاء الإدارة والتقصير من اللاعبين..
بالنسبة لنا نحن الإعلاميين والنقاد من الضروري أن يكون الذم والمدح مرتبطاً بالنتائج وحسب الوقائع ومتفاعلاً ومعبراً عن المستجدات دون الدخول في التفاصيل الإدارية والفنية لهذا النادي أو ذاك, القرارات شينها وزينها شأن داخلي يخص مجلس الإدارة، وهي وحدها من يتحمل نتائجها وتبعاتها؛ وبالتالي لا يحق لنا التدخل في أمور لا تعنينا وقرارات ليست من مسؤولياتنا, وفي هذه الحالة تستطيع الإدارة أن تعمل بمعزل عن الضغوط الإعلامية مثلما أن الناقد يستطيع أن يبدي وجهة نظره باستقلالية ووفق رؤيته وقناعاته وواجباته المهنية الخالية من أية مؤثرات خارجية أو حسابات شخصية..
تعلموا من سامي
وسط أمواج السخط العارم، ومن بين الكثير من الآراء الانطباعية العاطفية التي أفرزها خروج الهلال من السباق الآسيوي، كان وحده سامي الجابر وفي عز أحزانه هو من تعامل مع الموقف بعقل وتحدث عنه بمنطق وإقناع, بعد أقل من ساعتين من المباراة ظهر على العربية مع بتال ليؤكد من جديد صحة وعدالة ما ذهبت إليه مجلة (وورلد سكور) الإنجليزية الشهيرة عندما اختارته قبل أيام وبمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها النجم العربي الوحيد ضمن القائمة الذهبية لأساطير العالم الخمسين خلال القرن الماضي؛ حيث تحدث باحترافية لافتة كما كبار مدربي وإداريي العالم، وبلغة علمية مباشرة أرقى بكثير من تلك المتداولة في عالمنا العربي, فيها من الطرح الموضوعي والعلاج النفسي والدعم المعنوي للاعبين وللجماهير الهلالية الشيء الكثير..
في النجاح والفشل, وعلى مستوى الأندية والمنتخبات، وبعيداً عن عقدة الميول وحسابات التعصب نحن بحاجة لمن يظهر ويختفي, يعمل ويتكلم على طريقة سامي الجابر، وساعتها سيكون للنجاح قيمة عالية وطعم مختلف وللفشل تشخيص واقعي وعلاج شافٍ..
وجد الأمير عبدالرحمن بن مساعد نفسه مضطراً لتقديم الاستقالة لأنه باختصار شديد يحمل في قلبه الحب الكبير للهلال والتقدير الجزيل والاحترام الشديد لمشاعر جماهيره..
بهدوئه المذهل تمكن خالد البلطان من احتواء انعكاسات غلطة المدرب فوساتي الفادحة..
لم يقدم الهلال ما يشفع له في التفوق على ذوبهان الإيراني, بل كان الشباب الأفضل والأجدر والأقرب منه لبلوغ النهائي..
في دور الأربعة الآسيوي, الهلال الوحيد الذي عجز عن تسجيل أي هدف حتى من نقطة الجزاء..
من بداية الموسم والسويدي ويلهامسون يرتكب المزيد من الحماقات الفنية والسلوكية التي تسمح له بالرحيل بأسرع وقت ممكن..
بقاء جيريتس رغم ارتباطه مع المنتخب المغربي أفضل من مدرب آخر سيعيد الهلال إلى نقطة الصفر..
لماذا الإصرار على إقامة دورة الخليج في موعدها في الوقت الذي تزداد فيه حوادث العنف ويعلن فيه الأمن اليمني تباعاً إحباطه لعمليات إرهابية هدفها زعزعة الأمن وإثارة الرعب قبل الدورة؟!
عدم مشاركة من هم فوق 23 عاماً في مسابقة الأمير فيصل بن فهد كشف تواضع لاعبي الفرق الأولمبية..
ما يحدث في الطائي من تراجع مخيف لا تنفع معه المهدئات العاطفية والحلول الوقتية وإنما يحتاج إلى إعادة بناء وتغيير الكثير من المفاهيم والأفكار والقناعات القديمة..
أتمنى من فهد الهريفي أن يسأل نفسه: إذا كان الإعلام ضده ويحاربه فهل إدارات ناديه النصر المتعاقبة التي لم تكرمه ولم تطرح فيه الثقة ولم تتح له فرصة العمل في أي جهاز فني أو إداري ضده وتكرهه هي الأخرى..؟!