كتب - طارق العبودي

فرط الهلال في فوز سهل كان بين يديه بعد أن تناوب لاعبوه على إضاعة الفرص السهلة واحدة تلو الأخرى قبالة مرمى منافسه التقليدي النصر ليخرج الفريقان البارحة من استاد الملك فهد الدولي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.. سجل النصر أولاً عن طريق عبد الرحمن القحطاني (ضربة جزاء) ثم عادل الهلال بواسطة عيسى المحياني.

ولم تكن النتيجة تعكس مجرى المباراة، فقد كان الملعب بكامله أزرق اللون حيث سيطر الهلال على المباراة تماماً رغم افتقاده لثلاثة من أعمدته الرئيسة (ياسر وحسن والزوري) مجبراً المنافس على الدفاع وإضاعة الوقت.

هذه النتيجة رفعت رصيد الهلال إلى 16 نقطة من 6 مباريات، فيما ارتفع رصيد النصر إلى 17 نقطة من 10 مباريات.

الشوط الأول

اضطر البلجيكي جيريتس مدرب الهلال للتخلي عن 3 من أعمدة الفريق الرئيسية بسبب الإصابات وهم: حسن العتيبي وعبد الله الزوري وياسر القحطاني، فبدأ بتشكيل مكون من: الشاب خالد شراحيلي ومحمد نامي وأسامة هوساوي وماجد المرشدي ولي بيونغ وأمامهم نيفيز ورادوي وعبد اللطيف الغنام ومحمد الشلهوب وويلهامسون، وفي المقدمة وحيدا عيسى المحياني، حيث اعتمد على طريقة 4-5-1 تتحول كثيرا إلى 4-4-2 و4-3-3 بالتقدم المستمر للشلهوب يسارا وويلي يمينا ونيفيز من العمق.. فيما بدأ الإيطالي زينغا مدرب النصر بتشكيل مثالي لم يغب عنه سوى عبده برناوي المصاب، حيث تكون تشكيله من: عبد الله العنزي وأحمد الدوخي ومحمد عيد وماكين والخبير العائد حسين عبد الغني وإبراهيم غالب وباتري وخالد زيلعي وفيغاروا وعبد الرحمن القحطاني وريان بلال معتمدا على طريقة 5-5-1 شكليا غير أنها عمليا كانت 5-4-1 وركز كثيرا على تأمين دفاعاته والاعتماد على الهجمات المرتدة لاستغلال سرعة لاعبيه.

بداية المباراة كانت سريعة وحماسية من الطرفين غير أن الهلال كان أفضل انتشارا وأكثر حرصا على بناء الهجمات وفات عليه خطأ مبكر جدا على قوس الـ 18 حينما تعرض نيفيز لإعثار واضح من ماكين لم يعره الحكم أي اهتمام (5).

الربع ساعة الأولى من المباراة كانت هلالية دون خطورة تذكر ولم يكن للنصر أي وجود فعلي سوى تلك الكرة التي لمح فيها فيغاروا حارس الهلال شراحيلي متقدما عن مرماه فأرسل كرة من نصف الملعب بعيدا عن المرمى (11)، وتحصل نيفيز على خطأ في مكان خطر سدده رادوي في يدي العنزي (12)، ثم تسديدة مباغتة من نيفيز اعتلت العارضة بقليل (15)، وبذل السويدي ويلهامسون مجهودا خارقا منطلقا خلف إحدى الكرات وسبق جميع لاعبي النصر وحولها لنيفيز الذي سددها عنيفة تعملق أمامها حارس النصر العنزي (16).

أول هجمة نصراوية

ب(ضربة جزاء)

وفي أول وصول نصراوي لمنطقة الخطر الزرقاء تلقى ريان بلال كرة (ميتة) لم يحسن المرشدي التعامل معها ليعيق بلال و(ضربة جزاء) للنصر تقدم لها عبد الرحمن القحطاني وسددها على يسار شراحيلي هدفا للنصر (17).

هذا الهدف الذي جاء معاكسا لأحداث ما مضى من دقائق منح النصر ثقة أكبر ودافعا للهجوم فتحرروا قليلا من دفاعيتهم وبدأوا يبادلون الهلال الهجمات.

وسدد نيفيز خطأ بطريقة برازيلية تألق العنزي وأبعد الكرة إلى ضربة ركنية (25)، ثم خطأ آخر من نفس المنطقة ارتطمت كرته بيد أحد لاعبي حائط الصد النصراوي وارتدت الكرة إلى هجمة خطرة (33)، عاد اللعب للهدوء قليلا مع أفضلية ونشاط هلالي، وتحصل الهلال على هجمتين خطرتين إحداهما عندما راوغ ويلي مدافعي النصر وواجه العنزي وسدد في يديه ثم ارتدت له الكرة وحولها بعيدة عن المرمى (43)، والثانية برأسية نيفيز التي مرت بجوار القائم بعد أن تلقى كرة من لي بيونغ (44) وكانت هي آخر أحداث الحصة الأولى.

الشوط الثاني

دخل المدربان نصف المباراة الثاني بذات التشكيلين دون أي تغيير وإن كان زينغا قد شدد على لاعبيه بالقيام بأدوارهم الدفاعية حفاظاً على الهدف.. وكما كانت تسير عليه أحداث الشوط الأول فقد كانت الأفضلية زرقاء وسط رغبة في التعديل، وكاد ويلهامسون يسجل حينما تلقى كرة مثالية من لي بيونغ سددها تجاه الشباك لكن محمد عيد لحق بها وأبعدها من على خط المرمى منقذاً النصر من هدف محقق (51).لاعبو النصر تفرغوا من أول دقيقة لإضاعة الوقت بأي طريقة كانت، وكان العنزي بارعاً في ذلك وسط تساهل من الحكم الذي لم يتنبه لذلك إلا أواخر المباراة حينما منح الحارس النصراوي بطاقة صفراء.

وأطلق لي بيونغ صاروخاً أبعده حارس النصر وارتدت كرته للمحياني المندفع إلا أنه تباطأ فخلصها الدفاع (57)، وسدد رادوي كرة من خطأ جانبي وصلت كرته بين يدي العنزي (59).

الضغط يولّد (هدفاً) هلالياً

وأمام المحاولات الهلالية والضغط المتواصل كان من الطبيعي أن تهتز الشباك الصفراء، فمن هجمة منسقة بدأت من نامي إلى دفاع النصر ومنه للغنام بلمسة للشلهوب ومنه إلى المحياني الذي راوغ الدوخي وماكين وسدد بيسراه هدفاً هلالياً عدل به النتيجة (60). وتنبه مدرب النصر لخطورة وضع فريقه فبدأ بتدخلاته الفنية فزج بأحمد عباس ذي النزعة الدفاعية بديلاً للنشيط عبدالرحمن القحطاني (62)، ومن أول لمسة لعباس سدد كرة قوية تصدى لها شراحيلي (63).

زينغا يعدل وجيريتس يتفرج

ثم تدخل زينغا مدرب النصر وأشرك السهلاوي بديلاً لريان بلال (67) أتبعه بعد دقائق بإشراك رازافان بديلاً للزيلعي، وفي المقابل لم يجر جيريتس أي تبديل ويبدو أنه كان على قناعة تامة بما يحدث داخل الملعب.

الدقائق المتبقية من المباراة كانت باختصار سيطرة هلالية وهجوم من جميع الجهات لم يسفر عن أي شيء مقابل دفاع نصراوي مستميت وتعمد لإضاعة الوقت وقتل الوقت بقيادة الخبير عبد الغني!!

وتحصل ويلهامسون على كرة داخل المنطقة وهم بالتسديد لكن ماكين بفدائية انزلق مندفعاً وأبعد الكرة (72).. ثم بذل ويلي جهداً كبيراً وانطلق خلف كرة وعكسها ولا أروع للمندفع المحياني إلا أن الأخير لم يحسن استثمارها برأسه مضيعاً أثمن وأخطر الهجمات الزرقاء (74).

جيريتس يبدّل أخيراً

وفي الدقائق الخمس الأخيرة أجرى جيريتس تبديلاً بإخراج الشلهوب الذي استنزف جهده وأشرك وليد الجيزاني الذي بعد دخوله بدقيقة طوح بإحدى الكرات عالية (89)، أتبعه جيريتس بتبديل آخر متأخر بإخراج نيفيز وإدخال عبدالعزيز الدوسري (91) الذي لم يسعفه الوقت لفعل شيء، ومضى الوقت المحتسب كبدل ضائع كما كان عليه محاولات زرقاء ودفاع أصفر لينتهي ديربي الرياض بالتعادل بهدف لمثله.

مقتطفات:

- أدار المباراة طاقم تحكيم إسباني مكون من: انتونيو بيريز ومساعديه كارلوس والفاريز.. ولم يجد الحكم صعوبة في قيادتها كونها كانت من طرف واحد وهو الهلال، وإن كان الجميع استغرب تساهل الحكم كثيراً مع إضاعة الوقت من قبل لاعبي النصر.

- أحمد الدوخي وعبدالله العنزي من النصر ورادوي من الهلال نالوا بطاقات صفراء.

- جمهور جيد جداً حضر المباراة بلغ 23184، كانت غالبيتهم زرقاء رغم حالة الحزن التي تسيطر على محبي الهلال بعد خروج الفريق من الآسيوية وغياب الآلاف منهم عن المدرجات.

- حارس الهلال الشاب خالد شراحيلي لأول مرة يشارك دورياً ولم يختبر إطلاقاً، بل إنه لم يلمس الكرة سوى 4 مرات من كرات عادية.

- أخطاء دفاع الهلال تتكرر من مباراة إلى أخرى.

- جماهير النصر خرجت وهي تردد: متى يفوز فريقنا على الهلال؟!

***

محلل «الجزيرة» القانوني:

ركلة جزاء للهلال لم يعلن عنها الأسباني

أكد محلل (الجزيرة) القانوني والمراقب بالاتحاد العربي لكرة القدم أحمد الوادعي وجود ركلة جزاء للهلال لم يعلن عنها الحكم بعد أن تعمد خالد الزيلعي صد الكرة باليد، وسوف يكون هناك تحليل شامل لأداء الحكام ينشر غداً.