لن يجد النصر فرصة مواتية لكسب جاره الهلال مثلما وجدها البارحة، ولن يجد النصر فرصة لسداد ديونه المتراكمة والمستحقة للزعيم مثلما وجدها البارحة، ولن يكون الأصفر قادراً على الرقص فوق الجراح الزرقاء مثلما كانت الفرصة سانحة أمس، لكن النصر لم يفعل أي شيء أمام فريق مرهق دخل الميدان وهو ينزف من الظروف، والإصابات، والغياب، والتأثير النفسي الذي خلفه الخروج الآسيوي مساء الأربعاء الماضي!!
... لقد دخل النصر الملعب وهو يتوقع أن الهلال سيحضر دون أهم أسلحته وهو الجمهور، لكن الأخير كان في الموعد ولم يكن ليخذل فريقاً أسعده بخمسين لقباً بسبب خسارة ستعوضها الأيام!!
.. وجاء النصر إلى الملعب وهو يظن أن الزعيم لن يكون في كامل جهوزيته.. لكنه الأزرق الذي يعرف متى يمور موجه، ومتى يقدح زناده.. ومتى يظهر.. ويقهر ظروفه وخصومه الكثر!!
.. جاء النصر وفي ذهنه رد «الخماسية» التاريخية التي أودعها الهلال في مرماه الموسم الماضي، لكن الهلال ليس الفريق الذي يلين للظروف ويسقط في أقوى الاختبارات!!
.. لقد جاء الهلال إلى الميدان وهو مثقل بتاريخه العريض، وهيبته التي تسقط المنافسين، وألقه الذي يبهر العشاق.. و»يقهر» العذال!!..
.. جاء الهلال فوقف في الميدان ثابتاً مثل الجبل ساطعاً مثل القمر في ليلة تمامه.. لا تهزه الرياح.. ولا تخفي شعاعه الظروف!!
... جاء ابن الـ50 كأساً.. وقد ظنوا أنه سيتوكأ على عصاه، فقد أرهقته الأيام.. لكنه الزعيم.. سيطر على الميدان.. وأضاع عشرات الفرص.. وجعل منافسه يعمد إلى إضاعة الوقت منذ منتصف المواجهة!!
.. لم يكسب الهلال النصر.. لكنه كسب رهان أنصاره..
.. ولم يخسر النصر من الهلال.. لكنه خسر رهان محبيه الذين جاؤوا يمنون النفس بفوز طال انتظاره، لكنهم فوجئوا بفريقهم يدافع فقط.. ويضيع الوقت.. ولا يصل إلى المرمى إلا من ضربة جزاء هي الأقرب للهدية من مدافع الخصم!!
.. خرج الهلاليون حزينون بالتعادل.. وخرج معظم النصراويين سعداء به.. وهنا يكمن الفرق.. وهنا تتضح المسافة بين طموحات معسكرين يفصل بينهما 29 لقباً بالتمام.. والكمال..!!