بادئ ذي بدء.. فهذا العنوان هو شطر بيت من الشعر الشعبي من القصيدة المشهور للشاعر محسن الهزاني.. قالها لي يزيد ابن شقيقي وهو هلالي قح.. فضل مشاهدة المباراة لدي.. وكنت أهوِّن عليه النكسة التي أصابت الفريق. فقال هذا البيت الجميل:
قالوا تتوب عن الهلال قلت لا لا..
إلا يتوب الحناشل عن السرق!!
قلت: هذه كرة قدم.. فيها فوز وخسارة.. ولا عليك فيمن تعدى سفهه المدى.
قال: لقد بلغنا كل المعالي والبطولات ولم نبلغها بالتصويت أو بالترشيح واللجلجة والعداء.
قلت: لا عليك.. فعبثهم هذا ليس جعجعة ولجلجة.. بل هو بؤس وشقاء.. فقد أقبلت جماهير الزعيم الذين معظمهم من صغار شباب مشجعي الزعيم وبقي من بقي.. إذ لو حضر آباؤهم وإخوانهم الكبار لاحتاجوا لعشرات الملاعب حتى تتسع لهم ولمن ابتدأ.. هؤلاء شريحة بسيطة من ملايين العشق الأزرق من الأجيال الهلالية.. فهم ذخيرته وهم المفتدى.. لن ينالوا من هذه الملايين.. فهم في حالة بؤس لا ترتضى.. نعم أجيال تتبعها أجيال لا يبالون لا بالصوت ولا بالصدى.. لن يزيدها الإخفاق.. إلا تمسكا وحبا وعشقا وهياما بزعيمها المفتدى.. وهذا الذي يصيبهم بالهزائم والحسرة والردى.. حب وعشق الناس للهلال هو الخوف الكبير لديهم.. ولكن سيبقى الزعيم سيد آسيا على طول المدى.
هذا وأتعجب لجر بعض الهلاليين إلى مناوشات صبيانية تزيد الأمر سوءاً.. الهلال والآسيوية أصبح مثل المنتخب السعودي ودورة الخليج سابقاً.. بطولة سهلة ولكننا انجرفنا وراء ضغوط صنعناها بأنفسنا.. نتيجة لتصريحات مضادة.. فأصبحت دورة الخليج تمثل لنا عقبة كأداء.. وبعد تحقيقها أصبحت كما ترون ليست ذات قيمة فعلية.
نفس الحال أصبح عليه الهلال الحائز على بطولة آسيا ستة مرات.. استطاع الطرف الآخر أن يجعلها عقبة كأداء للهلال والهلاليين. انظروا لنادي الاتحاد وهو ناد عريق وعظيم ويحتل المرتبة الثانية جماهيريا.. وهو ناد خلق ليظل بطلا أبد الدهر.. ومع ذلك لم نسمع الاتحاديون يطلقون على ناديهم اسم العالمي أو الدولي أو المونديالي.. هل سمع أحد منكم.. أن مشجعا اتحاديا واحدا يقول عن ناديه أنه النادي العالمي أو الدولي أو المونديالي لمجرد مشاركته في نهائيات كأس العالم مرتين؟!.. رغم أنها أتت بعرق جبين لاعبيه وإداراته وجماهيره الكبيرة..
هل سمع أحد ذلك؟!!
لا وألف لا.. فالاتحاديون يطلقون على ناديهم مسمى العميد والنمور.. ولم يطلق أحد عليهم لقب العالمية لمجرد مشاركة في بطولة تجارية.. فلماذا انجرف الهلاليون وراء الإعلام.. حتى خلقوا لأنفسهم أزمة هم في غنى عنها.. انعكست على اللاعبين يوم مباراة التأهل إلى النهائي.. وأستغرب كثيرا أن يحدث ذلك والكابتن سامي الجابر موجود.. ويعلم أن العالمية المزعومة.. لا تقنع أحدا وإنما هي هروب من واقع بائس.. وجهل بالمسميات.. وهل سمع أحدكم أن هناك من قال المنتخب السعودي العالمي؟! وهو من تأهل لنهائي المونديال أربع مرات بكل جدارة واستحقاق.. لو أن أحدا أسمى المنتخب السعودي بالمنتخب العالمي لأصبحنا محل تندر المجتمع الكروي حول العالم.^ الهلال حقق بطولة آسيا ست مرات.. وبعد أن قامت أو أقيمت بطولة العالم للأندية تأهل لنهائياتها.. ولعدم وجود داعمين لها.. لم تقم في ذلك الموسم.. فما هو الجديد يا هلاليون حتى بطولة آسيا تمثل حلماً!! وأنتم من حققتموها ستة مرات جعلت من ناديكم نادي القرن.^
لماذا الانجراف وراء شيء قد عفتوه من زمن وأزمان.. بينما لا يزال الآخرون يفخرون به.. ويتفاخرون عليكم بأمر قد عفتوه. هذا ونبارك للفريق الإيراني ذوب آهان أصفهان.. تأهله لنهائي آسيا بكل جدارة واستحقاق.. والذي قاده مدربه ولاعبوه إلى فوز مستحق.. حيث هيئوا فريقهم تمام التهيئة.. فقد نزلوا إلى الملعب قبل بدء المباراة بساعتين.. وتعودوا على أجواء المباراة.. وامتصوا حماس الجماهير.. وتجاوزوا محنة بدء مباراة طرفها فريق يملك جماهير كبيرة جداً.. كما أنهم عرفوا كيف يتحكمون في الكرة.. كما عرفوا أيضا كيف يضغطون على حكم المباراة طوال الشوط الأول.. ولم يكونوا في حاجة لمساعدة الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف.. ولكنه مندوب سركالي.. أخرج قبلها المنتخب السعودي.. وهاهم يخرجون الأندية السعودية.. يعتقدون أنهم بإساءتهم له إنما يسيئون لرياضة للمملكة العربية السعودية بأكملها.. فالمهم لديهم هو اسم سعودي ومرحباً مراحب بكوريا وإيران والصين واليابان.
هذا قدرنا.. ووالله لا أتحجج بالحكم والتحكيم وإنما أي متابع لكرة القدم يعرف فورا أن الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف قاد المباراة كما يشاء ويشتهي الإيرانيون.. فخلال الشوط الأول فقط كانت هناك أربعة حالات ضرب عياناً بياناً.. وجهارا نهارا من اللاعبين الإيرانيين وهي أوضح وأقوى من اشتراك الفريدي والكوري لي يونج بيو..وعلى الأقل تستوجب البطاقة الصفراء على الإيرانيين.. ولكنه احتسب منها ثلاثة أخطاء دون حتى بطاقة أو إنذار شفوي.. نعم هي أشد أثرا من حالتي الفريدي والكوري لي يونج بيو.. هناك ضربة جزاء للهلال في الشوط الأول.
من يقول إن الحكم لم يساهم بخسارة الهلال.. فهو أما جديد على متابعة كرة القدم.. أو شاهد المباراة بعيون سركالية - وهذه تحتاج لمقال منفرد - فالحكم الأوزبكي قاد المباراة كما يريد الإيرانيون.. ساعدهم على ذلك تواضع أداء الفريق الهلالي الذي لا يؤهله مستواه ولا بعض عناصره للوصول إلى النهائي.. ودي أستطرد.. ولكن مقص مدير التحرير الأستاذ محمد العبدي لا يرحم. وألقاكم الأسبوع القادم.. إن شاء الله.. ولكن أقول قبل الوداع إن جريتس هو السبب في تردي مستوى الهلال في المقام الأول.. فهو يريد التخلص السريع من نادٍ ومن بلد لم يعد يشعر فيه بأي ود.. ويريد الخلاص وإدارة الهلال متمسكة فيه.. وليس بعيداً ان يتعمد الإخفاق الباحة أمام النصر.. كما تعمد الإخفاق أمام الغرافة وذوب آهن الايراني.. والله المستعان.