يلحق كثير من الآباء والأمهات أولادهم وبناتهم في المدارس الأهلية هروباً من كثرة أعداد الطلاب والطالبات في المدارس الحكومية, وتحاشياً لثقافة «تأدية الواجب» التي يمارسها (بعض) المعلمين والمعلمات - في المدارس الحكومية - الذين لا همّ لهم ولا لهن إلا إنهاء المقررات الدراسية دون النظر في الاستفادة الحقيقية للطالب أو الطالبة.
إن هناك بعض المعلمين والمعلمات الذين قد تجاوزهم الزمن - للأسف - وإن كانوا حديثي التخرج؛ حيث يعمد هؤلاء إلى إضاعة وقت الطلاب أو الطالبات بما لا يفيد, بل قد يضر أحياناً, فلا مناقشة ذات بال, ولا إثارة تفكير, بل يسعون إلى تقديم المعلومات بقالب جاف، والمؤلم حقاً أن بعضهم يقدم معلومات ومعارف بشكل خاطئ, في الوقت الذي تقف فيه الوزارة متفرجةً فلا تدريب ولا إعادة تأهيل لهؤلاء المعلمين, ولا مناقشة ولا مسائلة ولا حساب!.
وإذا كان بعض الآباء والأمهات فروا من لهيب بعض المدارس الحكومية, فقد وقعوا في رمضاء المدارس الأهلية التي تسعى جاهدة للتحصيل المادي دون القيام بالعملية التعليمية وفق أسسها وضوابطها العلمية. لقد أصبحت المدارس الأهلية تلهث بشكل مبالغ فيه خلف التحصيل المادي, وربما ساعدها على ذلك غياب الرقيب ؛ حيث رفعت المدارس الأهلية تكاليف الالتحاق بها, وبدأت تتحايل بأخذ رسوم تسجيل تصل إلى بضعة آلاف, بالإضافة إلى اشتراط بعض معلميها أخذ الدروس الخصوصية، أما قاصمة الظهر فهو ما طالبت به إحدى المدارس الأهلية طالباتها في المرحلة المتوسطة بتحسين وتأثيث الفصول من حساب أهالي الطالبات. فهل يستجيب أهالي الطالبات ويقوموا بتحسين وتأثيث الفصول لكي يفرح مسؤولو المدارس ويبتهجوا بتحصيل أموال طائلة, أم يرفض الأهالي وهم يخشون على بناتهم من غضبة مسؤولي المدارس؟!
ولعلي هنا أوجه رسالةً لملاك ومسؤولي المدارس الأهلية وأقول لهم: إن أمامكم فرصة للتحصيل المادي الكبير نظرا لكثرة الإقبال، وأمامكم فرصة أخرى للمشاركة في تربية وتعليم النشء بالشكل اللائق والمقبول، بعيداً عن الطمع والجشع ولغة الريال. أما تفكرون بآباء وأمهات يدفعون جهدهم وعرقهم مع قلة دخلهم وحيلتهم؛ من أجل تربية وتعليم أبنائهم وبناتهم ؟ أما تفكرون بأم تجمع ريالاً ومعه نصف ريال لتلحق وليدها بمدارسكم بعد أن غيّب الموت أباه؟!
وأخيراً، فإن لغة التعميم ليست لغةً علمية، ومن هنا فإن هناك العديد من المدارس سواء الحكومية أو الأهلية التي يقوم عليها مديرون فاعلون؛ حيث يبذلون قصارى جهدهم لتكون العملية التعليمية على أكمل وجه، فتحية شكر وتقدير لكل هؤلاء الذين يساعدون ليتعلم أبناؤنا وبناتنا تعليما جيداً؛ حتى لو قمنا بتحسين وتأثيث الفصول!.
alelayan@yahoo.com