|
الجزيرة - شيخة القحيز :
أصدرت أمس رابطة العالم الإسلامي بيانا ذكرت فيه وزارات الإعلام والثقافة في العالم الإسلامي بما صدر عن المجمعات الفقهية والهيئات الشرعية بمنع التمثيل السينمائي لشخصيات الأنبياء والصحابة، في قرار ربما يستهدف المشروع الذي تعتزم فيه قناة mbc إنتاج مسلسل عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بمشاركة قطرية لرمضان المقبل وأعلن عنه نهاية سبتمبر الماضي في مقر المجموعة بدبي.
وأوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أن المجامع الفقهية ودور الإفتاء والهيئات الشرعية العلمية، درست موضوع قيام ممثلين بتمثيل حياة الأنبياء والصحابة وأفعالهم وأقوالهم وخلصت إلى حرمة هذا العمل. وذكر التركي بأن المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي أصدر في دورته الثامنة المنعقدة عام 1408هـ قراراً يتضمن فتوى باستنكار تصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء، حيث يحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، وأن ذلك يمنع في حق الصحابة -رضي الله عنهم- فإن لهم من شرف الصحبة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الدين وحمله إلينا ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم وإجلالهم، واختتم المجمع قراره بـ(أن تصوير أي واحد من هؤلاء حرام ولا يجوز شرعاً ويجب منعه). وبين التركي أن مؤتمر المنظمات الإسلامية العالمية الذي عقدته الرابطة في مكة المكرمة عام 1390هـ، استنكر تمثيل الصحابة، مذكراً كذلك بأن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية أفتت بأن (في تمثيل الصحابة مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم، وذريعة إلى السخرية منهم والاستهزاء بهم، وفي هذا منافاة للكرامة التي أكرمهم الله بها، ومناقضة للثناء الذي أثنى به عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا مانعاً من الدخول لهم هذا المدخل الكريه). وأنه قد صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة تحريم تصوير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، لما في ذلك من تعريض مقام النبوة وجلال الرسالة، وحرمة الإسلام، وأصحاب رسول الله للازدراء والاستهانة والسخرية.
كما أكد مجمع البحوث ودار الإفتاء المصرية في أكثر من مناسبة على حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة ولهما رأى شهير في ذلك، يؤيده كل علماء الأزهر الشريف، وهو «يحرم تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرهم أو التعبِير عنهم بأية وسيلة، ومنطَلَق التحريم هو أن درء المفاسد مقَدم على جلب المصالح». وبررت دار الإفتاء رفضها للتجسيد بقولها «إن عصمةَ الله لأنبيائه ورسله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان، ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم وزوجاتهم وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام.