لو سُئلت عن الأولى بالتكريم في الساحة الغنائية اليوم لأجبت على الفور منادياً باسم (صالح الشهري)، فهو بلا شك واحد من أبرز الذين ساهموا في انتشار الأغنية السعودية في عهدها الحديث، وتعاون مع عشرات الأصوات من أكثرها شهرة وعطاءً وحتى المختفين.
صالح الشهري (ملحن)، وهو الوحيد الذي اتفق على محبته الجميع، وهو الوحيد أيضاً الذي لم يدخل في معركة مع أحد، وهو الوحيد الذي لم يشتكِ منه أحد، وهو الوحيد (الأكثر) إنتاجاً، وهو الوحيد الذي لم يدخل في (تشكلات) ضد ومع، وهو الوحيد الذي لن يعارضني أحد حين أُطالب بتكريمه.
لا مانع أن أُسهب في الحديث عن هذا الرجل:
ممتع.. صالح الشهري حين تتحدث معه، وهو لا يتضايق أبداً من المحبين له وهم (الكل)، ولا يفعل ذلك إلا إذا انتقد أحد الفنانين في مجلسه أو سمع كلمة عن أحدٍ لا تعجبه، يضحك كثيراً إذا سمع جملة (ضاحكة).. ويبتسم حين يسمع بعض الاتهامات له بأن معينه قد نضب.
صالح الشهري.. ليس بحاجة لهكذا مقال يمتدحه ويثني عليه، لكنه بحاجة لتكريم يليق باسمه كواحد من أبرز المنتجين للأغنية السعودية، وأحبه كثيراً ومثلي يفعل كتيبة من الفنانين والكُتَّاب والملحنين وأصدقائي الإعلاميين.
صالح الشهري.. سأضعه اليوم (أنموذجاً) حضارياً للرجل السعودي الذي يعمل ولا يرغب في خبر هنا ولقاء هناك، ولعل صوره القديمة الموجودة في أرشيف الصحف دليل صدق كلامي، ولو كان عكس ذلك لظهر كل يوم بصورة وخبر.
أعطوني فناناً سعودياً (كبيراً) لم يغنِ من ألحان صالح الشهري، وتمنيت لو كان المكان هنا متاحاً لسرد من غنوا له.. لكنني وإن فعلت فلن أحيط بهم جميعاً، وربما هو نسي.
هناك معلومة لا أود تجاوزها عن صالح.. وهي أنه يحفظ جيداً ولديه ذاكرة أحسده عليها، وهو يعرف أغاني غناها فنانون كبار وراحلون ومنسيون بالكلمة.. ومَنْ لحنها.. ومتى أُديت.. وكيف وأين؟.. أسوق لهذا الرجل قوافل من المديح ولا أُبالي.
صالح الشهري.. أستمتع اليوم بالكتابة عنه، وأُنادي راغباً في تكريمه وباستعداد تام للمشاركة في هذا التكريم بكل طريقة ووسيلة.. ليس لمعرفتي به.. لكن عرفاناً وتقديراً لهذا الرجل الذي يبحث عنه الجميع ويحتضنونه كلما رأوه ويذكرونه بالخير إن غاب أو حضر، أرجو أن يتم هذا التكريم، وعلى يقين تام بأن الجميع سيوافقونني الرأي.
